كلنا نسمع عن “التمارين الرياضية”، “التمارين المكتبية”، “التمارين الجنسية” والعديد من مسميات أخرى، ولكن هل سمعتِ من قبل عن “تمارين التسامح”، وكيف يمكن للتسامح الذي يعد صفة مكتبسة أن يتحول إلى تمارين شبه يومية؟
بدأت في الآونة الأخيرة، تمتلئ حياتنا بالعديد من التحديات والصعاب، وهذه الصدامات قد يسهل علينا نقلها إلى شريك حياتنا وأقرب الناس إلينا، ما يصعب علينا معالجتها ومواجهتها في ما بعد إذا تطورت هذه الصدامات.
خطوات عديدة يمكن أن يتفق الزوج عليها مع شريكته للسيطرة على معاناته قبل أن تنتقل إليها، تتعلق بممارسة “تمارين التسامح” بشكل دائم، تجنباً لأية نزاعات، وبهدف تهدئة أي توتر قد يحدث بينهما.
الخطوة الأولى تشمل الحديث والنقاش بين الزوج وزوجته عن معنى التسامح الحقيقي، وعدم اعتباره تخطياً للمواقف الصعبة أو تبريراً للخطأ، بل عليهما التعامل معه بود وطيبة، وهذا يدل على أن المسامِح يمتلك القوة الكافية لمواجهة الخطأ الذي وقع بينهما، حتى وإن كلّف هذا النقاش وقتاً طويلاً، إلا أنه سيؤثر عليهما إيجاباً لتمكنهما من تفريغ المشاكل التي يكبتونها داخلهما.
أما الخطوة الثانية فتتعلق بمسامحة الزوجين لبعضهما البعض، دون الشعور بالاستياء من مواقف حدثت معهما سابقاً جراء تدخل عائلة أحد الزوجين بهما، فهذا حتماً سيؤدي إلى تحسن العلاقة والروابط بينكما، ومدعاة لاستمرار الحياة بينهما بنجاح.
إن مسامحة عائلة كل من الزوج والزوجة نتيجة ما تعرضا له من معاناة قبل زواجهما، وإزالة جميع العقبات والشوائب التي عاناها كل منهما مع أسرتيهما، والتذكُّر الدائم بأنهما في حالة انتقالية جديدة، أيضاً يخفف من آثار ماضيهما السيء إيجاباً، وهذه تعد الخطوة الثالثة للحد من آلامهما النفسية.
بينما الخطوة الرابعة والأخيرة، فتؤكد أنه وفي حال كان الزوج وحده من عانى من آلام خلال حياته مع عائلته كتعرضه لعنف أو إيذاء من والديْه، عليه أن يخبر زوجته بأموره الحياتية ومما كان يعانيه قبل الزواج بها، حتى تكون قادرة على مساندته والوقوف إلى جانبه، متجاوزين أية عقبات عاطفية قد تحدث بينهما.
وفي الحقيقة، إن التسامح يخفف كثيراً من المشاكل التي تحدث بين الناس، نتيجة سوء الظن، وعدم التماس الأعذار للتصرفات العابرة التي تحدث بين البشر.