وصف خطيب المسجد الأقصى المبارك إسماعيل نواهضة، قرار عودة الحياة إلى طبيعيتها بدءًا من المسجد الأقصى الذي سيفتح أبوابه أمام المصلين يوم الأحد القادم بـ"الفرصة الطيبة والانفراجة"، لافتاً إلى أنّ المسلمون سيتوافدون إلى الصلاة في المسجد وفق قواعد السلامة المتبعة والمحافظة على النظام.
وأكّد نواهضة خلال حديثه لوكالة "خبر" على أنّ قرار إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين خطوةً في الاتجاه الصحيح، لتعود الحياة إلى طبيعتها، مُبيّناً أنّ الناس شعرت بالحزن والألم لغيابها الطويل عن المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تُشد إليها الرحال".
وأضاف: "بعد إغلاق المسجد الأقصى المبارك لمدة ثلاثة شهور تعود صلاة الفجر إلى طبيعتها في الأقصى، وفي بقية مساجد فلسطين والعالم أجمع"، مُتمنياً أنّ يسعد المسلمون في ذهابهم للأقصى سواء في صلاة الفجر أو صلوات الجماعة أو صلاة الجمع.
نداءً طال انتظاره
وبشأن الدعوات للحشد لصلاة الفجر العظيم في الأقصى الجمعة القادمة، قال نواهضة: "إنّ الأمر ليس بحاجة إلى أنّ نقول لهم شدوا الرحال إلى الأقصى، لأنّ المسلمين في غاية الشوق للأقصى فإذا ما تيسر لكل واحد من المسلمين ولأهلنا في فلسطين أنّ يذهب للأقصى، لن يقصر في ذلك".
وأردف: "الاحتلال يفرض قيوداً كبيرة على الوافدين للمسجد الأقصى المبارك، وليس مسموحاً لكل واحد من أبناء الضفة الغربية أنّ يصل إلى المسجد، ومع ذلك كل من تيسر له الذهاب إلى المسجد الأقصى، عليه ألا يقصر وأنّ يستجيب لهذا النداء الذي انتظرناه طويلاً".
الأقصى مسجداً إسلامياً خالصاً
وعن المخاوف من القيود التي سيفرضها الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في الأقصى، قال نواهضة: "قواعد السلامة العامة نحن معها قلباً وقالباً، "لكنّ المرفوض هو أنّ يتدخل الاحتلال بأخذ هويات المصلين وتحديد أعدادهم"، مُشدّداً على أنّ دائرة الأوقاف الإسلامية هي صاحبة الشأن في هذا الأمر.
وشرعت دائرة الأوقاف الإسلامية أمس، بحملة تنظيف وتعقيم لساحات ومصاطب وأروقة المسجد الأقصى المبارك؛ تمهيدًا لفتحه أمام المصلين بداية الأسبوع القادم.
وكان مجلس الأوقاف قد أعلن في مارس الماضي، تعليق دخول المصلين إلى المسجد حفاظًا على حياة المصلين في ظل جائحة فيروس كورونا، ومنذ ذلك الحين تُقام الصلوات في المسجد الأقصى ولكنّ فقط بمشاركة حرَّاس المسجد وعدد من موظفي دائرة الأوقاف.
وبالحديث عن المخاوف من عودة اقتحامات المستوطنين للأقصى، قال نواهضة: "لا شك أنّ المسجد الأقصى إذا ما فتح أبوابه سيكون عرضة لاقتحامات المستوطنين من جديد"، مُتمنياً أنّ لا يحدث ذلك، وأنّ يبقى الأقصى مسجدًا إسلاميًا خالصًا لا حق لأيّ أحدٍ غير المسلمين فيه.
يُذكر أنّ دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل أن تحتلها "إسرائيل".