العالم يشهد مرحلة انتقالية والوطن العربي مازال حقل تجارب

العالم
حجم الخط

علنية المحاور وطفوها على السطح مأشر على بداية التحول في منظومة حكم العالم , أعتقد أننا على أعتاب عالم جديد بحاكم جديد , فالمحور القائم لم يستطع خلال فترة حكمه خلق مسرح مريح يسيطر عليه , محاولاته الدائمة بصد طموح المنافس فشلت , وبدأت تأخذ منحدر يشكل خطر عليه .

المحور الأمريكي بدأ بالاندثار بالتزامن مع زيادة نفوذ وقوة المحور الروسي , وهذا الصراع القديم الحديث يشكل مرحلة انتقالية فريدة للحكم في العالم , فأمريكا خلال فترة سيطرتها حاولت كثيراً الحفاظ على القمة ولكن حضارتها المصطنعة وعدم قدرتها على حل النزاعات التي تخلقها لكي تكون المنسق الوحيد في العالم جعلها ضعيفة أمام نفسها وأمام المحور الروسي .

أما المحور المنافس الذي بدأ يعلن عن حلمه بشكل ملحوظ , أستطاع ان يصنع امتداد قوي ومتين في كل نقاط النزاع في العالم وخاصة الشرق الاوسط , وأستطاع كسب الثقة من جميع تحالفاته وتأنيه في طريقه لبلوغ هدفه ساعدت على ذلك .

لذلك فأننا أمام تغير كبير وعالمي , فلا تستغربوا من حديث البعض في غزة أو لبنان أو سوريا او إيران , عن جهوزيتهم الدائمة لصد أي عدوان عليهم , والمؤشرات في ذلك بدأت من عملية القنيطرة وخطاب "حسن نصر الله" الذي شكل نقطة تحول استراتيجية في المحور الروسي بأكمله , والتصريحات المستمرة لقيادة المحور من غزة لروسيا مؤشر أخر ولا يخفي على أحد اللوحات التي تعلق في غزة عن مباركة الاعلان عن محورهم معني ومضمون وبداية الوصول لحلمهم .

أعتقد أن ساحات الرد مفتوحة في هذه الدول ولكن بحكمة عالية جداً وبدراسة دقيقة للغاية وستترجم هذه الحكمة أكثر في فلسطين , "حين أقول فلسطين , أقصد الضفة الغربية وقطاع غزة " , ولكن ستبقي فلسطين تقاتل وحدها وترد وحدها لأن المحور يستغل ولا يحل . القضية الفلسطينية تحتاج  "استقلالية" .

وكنت قد كتبت في السابق عن هذا الموضوع ما يلي :

الوطن العربي , محور الصراعات , روسيا وأمريكا تسعيان لخلق تيار سني ويوازيه تيار شيعي , دول الغرب بعد الحروب العالمية لديها قاعدة أساسية أن لا تنتقل المعارك مهما اشتدت الخلافات لديارها , يقاتلون بعضهم البعض في سيوف ليست سيوفهم وعلى أرضِ ليست أرضهم وبجند ليس جندهم , لهذا السبب مهما هزمناهم نحن نهزم أنفسنا وإن اعتقدنا أننا انتصرنا فنحن انتصرنا على إخواتنا ,

نحن في هذه الفترة لسنا أقوياء , نحن أضعف أمة على وجه الأرض , مادامت أيدينا تسبق عقولنا فنحن مازلنا أغبياء , الصراع ليس بيننا , ليس سني شيعي , الصراع , صراع .. أمة .. حضارة , يسعون دوماً لكي يأكلوها لكي لا يجعلوها تقف على أقدامها مهما حاولت .

لو رجعنا بعجلة الزمان للخلف نجد أننا بدلنا الأدوار بيننا وبينهم , اجتاحتهم الحروب الأهلية لسنين وسنين , وحين سرقوا حضارتنا أصبحوا جسداً واحد , لنختلف ولكن هناك أسس لا يمكن تجاوزها , لا يمكن أن يعبثوا في أمن بعضهم البعض , لا يمكن أن يدخلوا حرباً ضروس مهما وصلت الأزمة .

نعم بكل وضوح الوطن العربي إسطبل خيولهم , حقل تجاربهم , جميعا مازلنا محتلين مادام العقل لا يعرف عدوه من صديقه , وسيوفنا نطعن فيها أنفسنا , هذا العالم لا تحكمه قوة بل يحكمه العقل , ولو كانت تحكمه القوة لما وصلت رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمشارق الأرض ومغاربها .