حان الوقت ليوضّح غانتس شروطه لتأييد الضم

حجم الخط

بقلم: عوزي برعام



لم أتفق مع الانتقاد الشديد، الذي تم توجيهه لبني غانتس. صحيح أنني تأسفتُ على حل «ازرق ابيض»، لكن يقال لصالح رئيسه إنه هو وأصدقاءه قاموا بهندسة الطريق إلى الحكومة مع الحفاظ على وجود تناوب بين رئيسي الحكومة والحصول على وزارة العدل التي كانت تشكل بؤبؤ عين نتنياهو.
مع ذلك، التناوب ليس كل شيء. فما زلنا لا نملك رؤية كافية من اجل الحكم على الحكومة الحالية، لكن يمكننا أن نقيس نشاطاتها في هذه الأثناء. مثلا، يتنمر رئيس الحكومة على المستشار القانوني للحكومة، ويقول إن خطواته القانونية تنبع من نوايا سياسية. هل هذا مضحك؟ نعم، لكن أقواله تتحول بالتدريج إلى شعار عام يتم دفعه قدما من قبل أشخاص مثل افيشاي بن حاييم. وما الذي يفعله وزير العدل الجديد من «ازرق ابيض»، آفي نسكورن؟ يدفع في كل مرة ضريبة كلامية للمستشار القانوني للحكومة، لكنه لا يقف على الباب ويدافع بسيف مسلول عن الذي عينه نتنياهو وأصبح يكرهه بعد أن أدرك المستشار خطورة أفعاله. وأظهر غانتس الإخلاص الكبير لشريكه، وجعل حزبه يصمت بعد خطاب نتنياهو الهجومي وغير المسبوق في المحكمة. وقد دفع مقابل ذلك ثمناً باهظاً في الاستطلاعات، وقام ببناء يئير لبيد من جديد.
إن الذي يهتم بتطبيق التناوب يجب عليه التمسك بمبادئه. قال غانتس مثلاً أكثر من مرة بأنه انضم الى الحكومة من اجل الحفاظ على الوحدة ووقف الكراهية والتحريض. بعد يوم على بادرة حسن النية التي قدمها لنتنياهو هاجمته ميري ريغف، بمواد مختلقة تم جلبها من أقبية الحملة المظلمة. وهو كرئيس حكومة بديل ووزير للدفاع، لم يطلب فصلها. شمعون بيريس أبعد اسحق مودعي على اقل من ذلك، من حكومة التناوب التي شكلها مع اسحق شامير.
عندما يعلن رئيس الحكومة عن الضم في 1 تموز، يتظاهر وزير الدفاع ووزير الخارجية بعدم السماع، بهمس غير مسموع تقريبا يقولان إن ضماً مصغراً سيجري فقط في إطار خطة سلام ترامب. ولكن ترامب يوجد في ورطة الآن، وكل ما يمكنه أن يفعله هو القول إن الضم مقدمة مناسبة لخطته، ليس أكثر. وما الذي سيفعله «ازرق ابيض» حينها؟ يدرك أعضاؤه أن الضم يشكل كارثة لإسرائيل على المدى البعيد. ويدركون أنه قد جرى حوله نقاش كبير في الثمانينيات والتسعينيات، وأنه حتى ارئيل شارون أدرك بأن الأمر يتعلق بوصفة لكارثة.
في الاتفاق الائتلافي وافق غانتس على تأييد الضم، وفقا لشروط دولية وإقليمية. وهذه الشروط يجب عليه هو نفسه واشكنازي أن يقوما بعرضها على الجمهور. لأنهما من ذوي الصلاحيات العسكرية، ولأنهما يتحملان المسؤولية المباشرة عن «المناطق» المحتلة.
ستزيد هذه النشاطات غضب اليمين الاستيطاني، الذي يطالب بأن يكون فرض القانون الإسرائيلي في «المناطق» أو في جزء منها، لا يشمل إعطاء حقوق مدنية للفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي سيتم ضمها. قال نتنياهو ذلك بصورة صريحة في مقابلة مع الصحيفة الناطقة بلسانه. ماذا يعني هذا إذا لم يكن ابرتهايد زاحفاً؟
ماذا تقولون، يا «ازرق ابيض»؟ هل جئتم لوقف شهوة الضم لدى اليمين ومحاولة تملص المتهم من المحاكمة، أم جئتم من أجل مساعدة نتنياهو في تحقيق خطوات ستعيد إسرائيل إلى الوراء؟ إذا عمل «ازرق ابيض» على تجسيد مبادئه وتوصل إلى تسوية مع نتنياهو فهذا أمر جيد. وإذا قام بالرقص على أنغام قيثارته ولم يحدد موقفا حاسما فهو سرعان ما سيتحول إلى سراب سياسي وسيختفي من حياتنا بالسرعة التي ظهر بها. هو سراب ليس إلا، «أزرق – أبيض» شفاف.

عن «هآرتس»