قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية، مراد اشتيوى، إنّ ما تُسمى بـ"خطة الضم" القائمة عليها حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة "نتنياهو- غانتس"، تستثني 25 بؤرة استيطانية سيتم نقلها للأراضي الفلسطينية، كونها لا تُشكل بعدًا أمنيًا واستراتيجيًا وليست ذات جدوى اقتصادية للاحتلال.
ضم 43 بلدة عربية
وأوضح اشتيوي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" أنّ الاحتلال مقابل استثنائه لـ25 بؤرة استيطانية، فإنّه سيضم 43 بلدة عربية لصالحه؛ وذلك لأنّ هذه البلدات غنية بالثروات الطبيعية والاقتصادية الاستراتيجية.
وأكّد على أنّ عملية الضم قائمة على ضم أكبر مساحة من الأراضي دون السكان الفلسطينيين؛ بدليل أنّ ارتباط السكان في 43 تجمع فلسطيني سواءً في الأغوار أو ضواحي القدس أو بمواقع مختلفة، علاقتهم مباشرة بالسلطة، لكنّ القيادة الأمنية مرتبطة بالاحتلال.
ووفقاً لقناة "كان" العبرية فإنّ 25 بؤرة استيطانية غير مدرجة في الأراضي التي يُتوقع أنّ تضمها "إسرائيل". وطبقاً لخطة ترامب فإنّ تلك الأراضي ستنتقل للسيطرة الفلسطينية.
وتلك المستوطنات مثل مزارع جلعاد في نابلس وأشال في جنوب الخليل، وكذلك التلال المجاورة للمناطق مثل يتسهار وإيتامار. تعيش حوالي 500 عائلة في هذه البؤر الاستيطانية، وطلب المستوطنون هناك توضيحات من نتنياهو: "هل سيتم تضمينها في خريطة ملحق إسرائيل أم لا؟ إذا بقوا خارجًا أخيرًا - هل سيتم إجلاؤهم في المستقبل؟"، وفقاً للقناة العبرية.
مشاركة المستوطنين في عملية الضم
وبحسب مصادر من المستوطنين، فإنّ نتنياهو أبلغ قادة المستوطنات أنّه سعى لتطبيق السيادة حتى قبل الأول من يوليو/ تموز المقبل، ولكنّ لأسباب مفاوضات الائتلاف سابقًا قرر التأجيل حتى الشهر المقبل.
وأوضحت المصادر أنّ نتنياهو بيّن بأنّه سيتم توسيع المستوطنات والتجمعات لمنع عزل أي منها، ولشق طرق نحو الكتل الاستيطانية الكبيرة، وأنّه على استعداد للدخول في مفاوضات بشأن الـ 30% التي لن يتم تطبيق السيادة فيها، وأنّه لن يتم تجميد أي عمليات بناء في أي من المناطق.
وأشارت إلى أنّه تم الطلب من نتنياهو، مشاركة المستوطنين في الخطوات التي ستتخذ لاحقًا.
ويأتي لقاء نتنياهو وليفين مع قادة المستوطنات، بعد هجوم شنه قادة المستوطنات الرافضين للخطة، ضد نتنياهو بسبب قبوله للخطة الأميركية التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية وفق ما حددته إدارة ترامب.
الاستلاء على 60 من أجود الأراضي الفلسطينية
وبشأن تداعيات الضم ومخاطرة على السكان والبيئة الفلسطينية، قال اشتيوى: "إنّ "عملية الضم" تُشكل المسمار الأخير في نعش الدولة الفلسطينية؛ خاصةً بعد فرض السياسة الإسرائيلية على ما يزيد عن 30% من مجمل مساحة الضفة الغربية سواءً أراضي أو سهول أو أغوار أو موارد طبيعية أوقرى فلسطينية يعيش فيها السكان".
واستعرض اشتيوي تداعيات الضم، قائلاً: "بالنسبة للجانب السياسي، فإنّ عملية الضم ستقضى على حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وأمّا على الصعيد الاقتصادي فإنّها ستستولى على 50% من الأراضي الفلسطينية الصالحة للزراعة".
وأضاف: "60% من مجمل خضروات الوطن، منبعها من الأغوار؛ وبالتالي الاحتلال سيستولى على أجود وأخصب الأراضي".
وأردف اشتيوي: "عملية الضم ستستولى على أغنى أحواض المياه الواقعة في السفوح الشرقية في الأغوار وطوباس، بالإضافة للاستيلاء على المحميات الطبيعة والمراعي".
وتُخطط حكومة الاحتلال لضم أكثر من 130 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت، ما يُمثل أكثر من 30 في المائة من مساحة الضفة إلى إسرائيل، مطلع يوليو/ تموز المقبل.
وتمتد الأغوار الفلسطينية من بيسان حتى صفد شمالاً، وتبلغ مساحتها الإجمالية 1.6 مليون دونم، ويعيش فيها ما يزيد عن 56 ألف مواطن بما في ذلك في مدينة أريحا، وهو ما نسبته 2 في المائة من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وتضم الأغوار 27 تجمعاً سكانياً ثابتاً على مساحة 10 آلاف دونم، وعشرات التجمعات الرعوية والبدوية، وتتبع إدارياً لثلاث محافظات فلسطينية، هي: محافظة طوباس (الأغوار الشمالية)، بواقع 11 تجمعاً، ومحافظة نابلس (الأغوار الوسطى)، وتشمل 4 تجمعات، ومحافظة أريحا (الأغوار الجنوبية)، وتحتوي على 12 تجمعاً.
فصل شمال ووسط وجنوب الضفة
وحذّر اشتيوي من خطورة الضم على حركة السكان، بالقول: "سيكون هناك حاجزًا إسرائيلياً على مدخل كل بلدة وقرية فلسطينية، وبالتالي تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية"، مُضيفاً: "قد يتحرك المواطن الفلسطيني بموجب تصريح أو رقم يُعطى له حق التحرك والدخول والخروج".
وكشف أنّ عملية الضم قد تؤدي لمنع السكان الفلسطينيين خارج التجمعات من الدخول والخروج إليها في الأيام القليلة القادمة.
وختم اشتيوي حديثه، بالقول: "إنّ ما يُسمى بالضم، سيقضى على حلم شعبنا؛ عندما ينفصل شمال الضفة عن وسطها ووسطها عن جنوبها، وتنفصل محافظات الشمال عن بعضها وتنفصل محافظات الوسط عن بعضها وكذلك الجنوب، وفي المقابل توحد التكتلات الاستيطانية الصغيرة، وانعدام حياة الفلسطيني بها".