بقلم: يوفال ديسكن
أتوجه إليكم: إسرائيل كاتس، تساحي هنغبي، يوآف غالنت، ميري ريغف، أمير اوحنا، نير بركات، وباقي أعضاء "الليكود" الذين وقفوا خلف ظهر "ليس الكلب المدلل" من بلفور في المؤتمر الصحافي في المحكمة قبل وقت قصير من بدء محاكمته.
أتوجه اليكم، يا عصبة الخانعين، فأنا قلق جداً من الآثار المحتملة لعرض التحريض والشقاق المتواصل لـ"ليس كلبا مدللا" من بلفور، الذي حاول تحويل محاكمته من محاكمة جنائية إلى محاكمة سياسية. ولهذا الغرض فهو ينشر على الملأ نظرية مؤامرة شيطانية تعقدها عصبة من المتآمرين بينهم صحافيون، ورجال النيابة العامة، ورجال شرطة ارتبطوا معا لتنفيذ انقلاب سلطوي ضده وضد معسكر اليمين.
هكذا بكلماته هو: "ايها المواطنون الإسرائيليون، الخضوع، اليوم، للمحاكمة هو محاولة لإحباط إرادة الشعب: اسقاطي واسقاط معسكر اليمين. منذ اكثر من عقد لا ينجح اليسار في فعل ذلك في صندوق الاقتراع. في السنوات الأخيرة وجدوا ابتكارا جديدا. محافل في الشرطة وفي النيابة العامة ارتبطوا مع صحافيي اليسار، كي يحيكوا لي ملفات زائفة وهاذية بهدف إسقاط رئيس وزراء قوي من اليمين. وبالمناسبة، لا يهمهم اذا ما جاء كلب مدلل ما طائع من اليمين. ومثل هؤلاء دوما موجودون ولكني لست كلبا مدللا".
لا تستخفوا بجسامة التهمة الملفقة والتلاعبية هذه، ولا سيما ليس بآثارها المحتملة. احداث العنف والإرهاب من اليهود ضد اليهود، او ضد العرب الابرياء، وقعت بشكل عام ردا على احداث سياسية داخلية أو خارجية، او ردا على عمليات "الارهاب". لم تقع هذه الاحداث من فراغ. كان في الخلفية دوما جو عام حماسي، نتيجة لتحريض زعماء سياسيين و/ أو روحانيين فسرت تصريحاتهم كإباحة للدم.
هكذا، فإن "الاعشاب الضارة"، بعضهم نشطاء من اليمين المتطرف، وآخرون مع ماض جنائي او كبديل مع مشاكل نفسية، اخذوا القانون في ايديهم ومسوا بالابرياء. وكانت النتيجة مأساوية دوما، سواء على المستوى الشخصي أم على المستوى الوطني.
يمكن للتحريض أن يصبح ببساطة إصبعا تحرر "الزناد النفسي" لدى اولئك "الاعشاب الضارة". وكانت النتيجة، لا مرة ولا مرتين، سفك دماء ابرياء.
والآن نعود إليكم، انتم عصبة مكممي الأفواه. أنتم وقفتم هناك في استعراض واضح للتضامن مع المتهم بالجنائي، الذي لخجلنا العظيم هو أيضا رئيس وزراء قائم، عندما أطلق إلى الهواء بلا خجل نظرية مؤامرة ممجوجة كي يشوش فكرة مواطني دولة إسرائيل عن الواقع.
ضمن أولئك "المتآمرين" أُشير إلى المفتش العام السابق، روني ألشيخ، مستوطن "متدين – قومي" عينه نتنياهو نفسه في منصبه. كما ذكر افيحاي مندلبليت ايضا، رجل متدين وابن لعائلة بيتارية، عينه المتهم مستشارا قانونيا للحكومة وذلك رغم الموقف المتشدد جدا للمستشار السابق، يهودا فينشتاين، والذي أرسل شخصيا إلى نتنياهو، حول ولاية مندلبليت كسكرتير حكومة نتنياهو (ناهيك عن ترشيحه لمنصب المستشار): "... من الواجب فحص جذري لمدى ملاءمته القيمية – المعيارية لمواصلة أداء وظيفته كسكرتير الحكومة". فلماذا، إذاً، تجاهل نتنياهو "الذي ليس كلبا مدللا" الأقوال الخطيرة ليهودا فينشتاين، الذي سارع الى تعيين مندلبليت نفسه في منصب المستشار للحكومة، المنصب الاكثر حساسية من منصب سكرتير الحكومة؟
والآن تأتي اللحظة التي يظن فيها وزير الأمن الداخلي، أمير أوحنا، انه وجد لنفسه حليفا جديدا في صورته. واعتقد ان مندلبليت ما كان ينبغي له أن يواصل وظيفته سكرتيرا للحكومة لما علق به من شوائب في قضية هرباز، فما بالك أن يعين مستشارا للحكومة ومرشحا لرئيس الوزراء.
ولكن هنا بالذات يدفن الكلب من ناحية المتهم من بلفور، لأنه هو بالذات مع صندوق المفاسد التي يحقق فيها ما كان ليسمح بتعيين مستشار قانوني لا يكون مادة في يد من عينه.
ما الذي يدفع مندلبليت بالذات، الذي اختص بإغلاق الملفات المرتبطة بسارة نتنياهو بل سارع بشكل غريب جدا ليعلن رسميا بأن نتنياهو ليس مشبوها بقضية الغواصات النتنة، أن يفاجئ ويرفع ثلاث لوائح اتهام خطيرة ضد "الذي ليس كلبا مدللا"؟
أغلب الظن، كان التحقيق الشرطي العميق، كمية الشهود الملكيين في محيط المتهم من بلفور وبالاساس جسامة الادلة هي التي أدت جميعها الى أن تجعل الامر لا مفر منه في رفع لوائح الاتهام ضد من عينه.
من تجربتي اقول هنا دون أي رتوش، إنه لحملة التحريض والشقاق التي يقودها "الذي ليس كلبا مدللا" ضد اولئك "المتآمرين" الوهميين سيكون ثمن دموي.
وأذكّر من نسي بأنه في منتصف التسعينيات خلال التظاهرات ضد اتفاقات اوسلو، الذي كان "المتباكي من بلفور" من قادتها البارزين، جرى تحريض خطير ضد اسحق رابين. في اطارها وزعت مناشير أُلبس فيها رابين بزة الطغاة.
هكذا نجحوا في ان يجعلوا رابين "رجل البلماخ"، وقائد لواء هرئيل في "حرب التحرير"، ورئيس اركان "الأيام الستة"، ورئيس الوزراء ووزير الدفاع، خائنا وواحدا من الطغاة.
ان الخطاب العنيف، إلى جانب الصور التي البس فيها رابين بزة الطغاة فعلت فعلها. وصارت التظاهرات أكثر فاكثر عنفا، وفي النهاية "عشبة ضارة" مسقية جيدا، قاتل كريه، أطلق النار على ظهر رابين.
هذه المرة لا يدور الحديث عن رئيس وزراء كان رئيس اركان وقائدا في "البلماخ". يدور عن "فقط" عن موظفين عموميين. فإذا نجحوا في أن يجعلوا من اسحق رابين موضع كراهية عمياء، فسيفعلون ذلك بسهولة لمندلبليت، الشيخ، ليئات بن آري، أو شاي نيتسان.
إن تأثير المتهم المحمول على موجات الإعجاب من مؤيديه، هو أكبر بكثير مما كان في تلك الايام الظلماء. وعليه في هذه المرة قد ينتهي الأمر بالدم.
حتى لو كان بوسعي أن أفهم إشكالية تدخل "العليا" في قرار أغلبية النواب في السلطة التشريعية، حيث لا يزال دون تفسير قضائي أو غيره، كيف يحتمل ان رئيس وزراء إسرائيل بالذات يمكنه أن يكون عرضة لثلاث لوائح اتهام خطيرة، بينما في كل مجال آخر – امني، تجاري او تعليمي – هناك شخص مع لوائح اتهام اقل منها ما كان ليعين في منصب قائد عسكري، أو مديرة عامة أو مربية؟ أدعو الى عدم التظاهر امام المحكمة في زمن محاكمة المتهم. فهذا بالضبط ما يريده المتباكي من بلفور. حلمه هو تحويل محاكمته الجنائية لمحاكمة سياسية، بينما في خارج أسوار المحكمة تجري تظاهرة للمعارضين والمؤيدين. هذه محاكمة جنائية ليس إلا. لوائح الاتهام، الإفادات والأدلة ضد المتهم سيدرسها القضاة. إذا برؤوه فسيبرأ. وإذا أدين فليدفع الثمن مثلما دفعه كل واحد آخر من كل اطراف الخريطة السياسية.
ان الدم الذي سيسفك - لا سمح الله - سيكون على أيديكم أيضا، وحتى الكمامة لن تنجح في إخفائه.
عن "يديعوت"