إسرائيل على أعتاب موجة ثانية من "كورونا" ؟

حجم الخط

بقلم: عاموس هرئيل


عقد كابنت «كورونا»، أول من أمس، النقاش الثاني منذ تشكيله في ظل التفشي الجديد للفيروس في إسرائيل.
أعلن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنه بسبب ارتفاع عدد الإصابات فإنه «يضغط الفرامل اليدوية» بشأن التسهيلات الأخرى التي كان مخططا لها في الاقتصاد.
بناء على ذلك تم تجميد إعادة عمل القطارات رغم أن جمهورا واسعا نسبيا مرتبط بها بسفرياته. وفي المقابل، بصورة غير واضحة تماما، يتم فحص إعطاء تسهيلات أخرى في نشاطات قاعات المناسبات وحفلات الزفاف.
نتنياهو، الذي لا يكثر من التصريحات في الوقت الحالي فيما يتعلق بـ»كورونا»، حاول أيضا العودة والدفع قدما بالتشريع المحبب عليه، وتمديد صلاحيات جهاز «الشاباك» لتحديد الاشخاص المصابين بـ»كورونا».
ولكن هنا فاجأ رئيس «الشاباك»، نداف ارغمان، عندما قال للوزراء إنه لم تعد هناك حاجة لتدخل «الشاباك» في وضع الإصابة الحالي، وصلاحية القانون لم يتم تمديدها حتى الآن.
على خلفية النقاش في الكابنت توجد تقييمات مختلفة حول وتيرة الإصابة الحالية في البلاد وحول مسألة هل إسرائيل توجد على أعتاب موجة إصابة أخرى. بدأ ميل انخفاض عدد المصابين الجدد في الاسبوع الاخير من نيسان واستمر حتى 25 أيار. ومنذ ذلك الحين ارتفع مرة أخرى عدد المصابين تقريبا بصورة ثابتة. في بداية حزيران تم، مرة أخرى، اجتياز سقف المئة مصاب في اليوم. ويحذر بعض الخبراء من أن العدوى ستزداد بأضعاف.
البروفيسور ران لتسر، من صندوق المرضى كلاليت، الذي كان صوت العقلانية والحكمة حتى في أيام الهستيريا، يشكك في ذلك.
في هذا الأسبوع في عدة تغريدات في تويتر شرح لتسر بأن الوقت ما زال مبكراً كي نقرر؛ لأن الإصابة المشخصة الآن تعكس ما حدث قبل أسبوعين تقريبا. وأضاف: «على أي حال، حسب معرفتي فإن الأرقام لا تعكس كارثة على الإطلاق».
أحد أسباب زيادة عدد المصابين المشخصين هو الزيادة الواضحة في حجم الفحوصات اليومية في أعقاب تغيير سياسة وزير الصحة الجديد، يولي ادلشتاين.
ولكن نسبة الفحوصات الإيجابية بقيت مستقرة – تقريبا 1 في المئة. بكلمات أخرى، كلما قام جهاز الصحة بإجراء فحوصات أكثر سيتم اكتشاف مصابين أكثر، لكن الكثيرين منهم يكونون من الشباب الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض.
في الوقت الحالي لا تترجم الزيادة في الإصابة إلى زيادة في عدد المصابين في حالة خطيرة المربوطين بأجهزة التنفس أو حتى من يعالجون في المستشفيات.
وأضاف لتسر بتحفظ إن زيادة عدد المصابين الجدد تزيد خطر الإصابة الجماعية. ومع ذلك، ما زال يعتقد أنه يجب إبقاء المدارس مفتوحة حتى انتهاء السنة الدراسية باستثناء مؤسسات تعليمية تم اكتشاف إصابات فيها.
وهذا موقف مختلف فيه، ويعتقد بعض الخبراء أنه إزاء ارتفاع عدد الإصابات من الأفضل الآن إغلاق المدارس الثانوية، التي لا يوجد فيها أصلا تعليم حقيقي في حزيران.
وخلافا لطلاب الصفوف الأدنى فإن وقف التعليم في المدارس الثانوية تقريبا لا يضر بالاقتصاد لأنه لا يقتضي بقاء الآباء في البيوت.
إضافة إلى ذلك، رغم أنه لا يوجد حتى الآن أي معطيات كاملة إلا أنه يبدو أن العدوى في أوساط الشباب في عمر الثانوية أعلى منها في أوساط الأولاد الأصغر سنا.
بنظرة إلى الوراء يتبين أن إعادة التعليم في الصفوف العليا في منتصف أيار سرعت ارتفاع الإصابة، إلى جانب التخفيف في الالتزام بتعليمات الابتعاد الاجتماعي ووضع الكمامات.
خلال الأزمة أكثرت إسرائيل من مقارنة نفسها مع النمسا، وحتى نتنياهو تفاخر بأنهم في النمسا يتوجهون إليه بطلب الاستشارة. ولكن النمسا أعادت التعليم في الصفوف الثانوية بعد إسرائيل، وسارعت إلى العودة إلى تقييده بعد ارتفاع عدد المصابين مرة أخرى.
نقطة ضعف أخرى، ومن المؤسف أنه يتم تكرارها، تعود إلى التباطؤ والفعالية المحدودة للجهاز الذي تم تشكيله من أجل العثور على سلسلة العدوى.
ما زال البحث الوبائي للفيروس غامضا، حتى بعد أن أعلنت وزارة الصحة بصورة احتفالية بأنها ترفع عدد من العقبات التي وضعتها في طريق الفيروس.
في البداية، ارتفاع عدد الفحوصات خلق عبئا كبيرا على المختبرات وأدى إلى فوضى غير قليلة في معالجتها وتسببت بتأخير كبير في إعادة النتائج للمفحوصين. هذه الحقيقة التي بحد ذاتها تؤخر العثور على الأشخاص الذين خالطوا مصابا مشخصا.
ثانيا، عمل الطاقم الذي استهدف تركيز البحث الوبائي يواصل التعثر. أعضاء الطاقم لا يتمتعون بالاستقلالية الكافية ويتم تحريكهم بالأساس حسب توجيهات طاقم وزارة الصحة. بالإجمال، رغم أن المشكلة معروفة تقريبا منذ شهرين إلا أنه ما زال لا يوجد لدى إسرائيل قدرة سريعة وفعالة بما فيه الكفاية من أجل العثور على المصابين وقطع سلسلة العدوى. هذه مشكلة أساسية، وهي ستصعب على إسرائيل كبح التفشي الجديد للفيروس.
إذا تحققت التنبؤات المتشائمة بشأن تجدد الارتفاع في الإصابة فان غياب النظام يمكن أن يدفع الحكومة مرة أخرى لفرض الإغلاق، رغم أن جميع الخبراء الذين قدموا لها الاستشارة حذروا من الأضرار الاقتصادية الكبيرة للإغلاق مرة أخرى.
إضافة إلى ذلك، خلافا للقرارات التي تم اتخاذها في آذار وتم استقبالها بتفهم من معظم الجمهور، فان الرد هذه المرة يتوقع أن يكون مختلفا تماما.
الشكوك المتزايدة فيما يتعلق بتقديرات الحكومة، والى جانبها الخلافات حول الخطر الكامن في «كورونا»، يمكن أن تؤدي في هذه المرة إلى رفض عدد غير قليل من الإسرائيليين للالتزام بالتعليمات.

عن «هآرتس»