يترقب الشعب الفلسطيني بشغف خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي خضم ساعات الترقب يزداد سقف توقعات الشارع الفلسطيني لما سيحمله الخطاب، من مؤشرات ايجابية قد تلقي بظلالها على القضية الفلسطينية.
وعلى ما يبدو أن قوة التوقعات تلاشت قليلاً بعد محاولة وسائل الاعلام الاسرائيلية ابطال مفعول "قنبلة" الرئيس عباس، وفق ما أكدته صحيفة "اسرائيل هيوم" العبرية أنه تراجع عن المفاجأة في خطابه.
وأشارت إلى أن التراجع يأتي انطلاقاً من أن الأمم المتحدة ليست المكان الذي يعلن فيه عن بيانات ومواقف بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حسب الصحيفة.
في حين أن قاضي القضاة مستشار الرئيس للشؤون الدينية محمود الهباش، أعلن أن الرئيس عباس سيقف على منبر الامم المتحدة متحدثاً بلسان الشعب الفلسطيني وسينقل للعالم الوضع المأساوي الذي آلت إليه الاوضاع في فلسطين جراء العدوان الاسرائيلي.
لكن السؤال المطروح هل سيؤسس هذا الخطاب لمرحلة جديدة مع اسرائيل؟ فكانت الاجابة متباينة وفق آراء مختصين في الشأنين الاسرائيلي والسياسي.
فالمحلل السياسي الدكتور ناجي شراب، شكك بإمكانية تأسيس مرحلة جديدة في العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي "قد يؤسس لمرحلة جديدة وليس بالكامل".
وتوّقع شراب في حديث لإحدى الوكالات المحلية، أن تتضمن المرحلة الجديدة احياء المفاوضات بين الجانبين، واعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بينهما، والتنسيق الأمني، لكن دون الغاءها بشكل كامل.
ورجّح أن لا تخرج الخيارات عن التأكيد على السلام بين الجانبين واستمرار المفاوضات اذا التزمت اسرائيل بما عليها، مشيراً إلى أن ابو مازن لا يملك قراراً بإلغاء أوسلو لكن سيقول "التزامنا بالاتفاقية مرتبط بالتزام اسرائيل".
واستبعد أن يتضمن الخطاب شيئًا جديداً خارج عن العادة، خاصة ان الرئيس يلقيه على منبر الامم المتحدة.
وبحسب شراب، فإنه من المتوقع أن يتحدث أبو مازن عن الشرعية الدولية، ودور الامم المتحدة في انهاء الاحتلال، ومخاطبة المجتمع الدولي، إضافة إلى قضية رفع العلم الفلسطيني في الامم المتحدة، وغيرها من القرارات المتعلقة بذات الشأن.
أما المختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطاالله فقد اختلف عن سابقه، حيث استبعد أن يؤسس الخطاب لمرحلة جديدة في العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وقال عطاالله في حديثه لإحدى الوكالات المحلية، "اذا تحدث ابو مازن عن قضية فلسطين تحت الاحتلال أو وقف العمل بالاتفاقات وانهاء بقاء السلطة فهذا يعني نهاية المرحلة، لذلك الامور ستتجه نحو ابقاءهم".
وأضاف "أن الخطاب سيكون لكسب الرأي العام فقط دون اتخاذ أي اجراءات جازمة".
ووفق عطاالله، فإن تسريبات الصحافة الاسرائيلية تفيد أن الجملة الأخطر التي قد يتضمنها الخطاب ستكون "تهديد وتحذير" هي "اذا لم يتم التوصل إلى حل فإن الأمور ستندفع لعنف كبير".
وبيّن أن الشارع الاسرائيلي بات يعيش حالة من الاطمئنان بعد نجاح القادة الاسرائيليين إبطال مفعول وحدة الخطاب، مستبعداً أن يتطرق لموضوع المفاوضات بشكل معمّق.
ووصف الخطاب بأنه أشبه بـ "معركة العلاقات العامة" بين الجانبين خشية من الضغوط الملقاة على الرئيس عباس، مشيراً إلى أن اسرائيل سترد على الخطاب بنفس الوتيرة.