خطة الضم فتيل سيفجر المنطقة بقلم : احمد حتحت
لعل الواقع الذي نعيشه في فلسطين يمر بمنعطفات خطيرة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وقامت الدنيا ولم تقعد آنذاك وتحولت المنطقة إلى ساحات اشتباك مع الاحتلال في الضفة المحتلة ، بعد ذلك الحين انتقلت التظاهرات والاحتجاجات إلى قطاع غزة ابان مسيرات العودة في الثلاثون من مارس لعام 2018 رفضا لكل الاملاءات الأمريكية مع الاحتلال التي كانت سبب الشرارة الأولى في تفعيل المواجهة مع الاحتلال بكافة الادوات السلمية ، ومرت هذه المرحلة بارتقاء أكثر من 300 شهيد ناهيك عن جولات القتال التي نشبت بفعل الاحتلال وارتكابه جرائم حرب بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة ، وان هذه الجولات الأربعة التي دمر الاحتلال الإسرائيلي بطائراته واسلحته المحرمة دولياً عدداً من المباني والمؤسسات الحكومية والثقافية والإعلامية في قطاع غزة في الآونة الأخيرة لم تنل من عزيمة وإصرار شعبنا على مقارعة الاحتلال الذي بات اليوم يهود ويستبيح مقدرات شعبنا بغطاء امريكي بحت وان سياسة الاحتلال اليوم تحتاج إلى توحيد الصف الفلسطيني ومغادرة مربع الانقسام والمناكفات السياسية التي كانت سبباً في تراخي الواقع السياسي والذي اعطى الاحتلال الذرائع في تنفيذ مخططاته تجاه شعبنا وآن الأوان أن نطوي جميع الملفات التي كان سببها الانقسام ونقف موقف وحدوي في مواجهة خطة الضم التي لربما تكون فتيل الانفجار بالمنطقة برمتها في حال نفذ الاحتلال الخطة فإن الشارع الفلسطيني سيشهد حالة من الغليان والغضب على جميع الأصعدة وحتى نسطيع حماية مشروعنا الفلسطيني يجب تسخير كل الطاقات لدى شعبنا لمجابهة مشروع الضم والعمل على تفعيل كل الخيارات الممكنة للتصدي له .
المطلوب في هذه المرحلة أن نعيد الاعتبار للشعب الفلسطيني وترك الخيارات جميعها مفتوحة على مصرعيها . واطلاق يد العمليات الفردية وتفعيل المقاومة المنظمة بما فيها السلمية وصولاً للعصيان المدني، وهذا ما يخشاه الاحتلال من تفعيل هذه العمليات في الضفة الغربية .
اخيراً : ربما الكثير يتسائل اين قطاع غزة من خطة الضم وما المطلوب فعله لمواجهة هذا المشروع ، اعتقد ومن وجهة نظري الشخصية ومتابعة المشهد الفلسطيني بكل جوانبه المطلوب عملياً أن يتم تحصين جبهة المقاومة من جهة، والاستعداد للمشاركة في القرار الوطني إذا ما استعدت السلطة لذلك.
ولا شك أيضا أن مشروع ضم الضفة سيؤثر على الجميع، لذا فإن المطلوب من السلطة مد يدها والشراكة مع الكل الفلسطيني، وعلى غزة أن تتحمل جزءا من مسئولياتها، وأن تذهب إلى تفعيل خطوات تصعيدية لضمان ردع الاحتلال". واذا ما كان أي ضغط شعبي ورسمي في الضفة الغربية لن يكون لغزة أي تأثير ولذلك يجب أن يكون وحدة بالموقف الفلسطيني على كافة الأصعدة لإجبار الاحتلال للتراجع عن خطة الضم التي تهدد الوجود الفلسطيني.