الحكومة ستركز على تقليص التجمهر وتقليص الضرر الاقتصادي الهدف: حياة معقولة الا ان يكون هنالك تطعيم

حجم الخط

هآرتس– بقلم عاموس هرئيل

نتان ايشل، المقرب الابدي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شرح امس الاربعاء للصحافيين ان كل شيء في الواقع يتحمله الجمهور الاسرائيلي. وادعى ان الحكومة ليست مسؤولة عن مواطنيها غير المنضبطين. لو انهم فقط اصغوا لتوجيهات وزارة الصحة لما كنا نقف الان امام موجة ثانية من فايروس الكورونا. “والان كلنا دفع الثمن الاقتصادي والشخصي”، كتب ايشل، في احد الاحاطات المتكررة له، بأنه هنالك رجال اعلام يرددونها بصورة مستمرة دون الاشارة الى مصدرها. هذه المرة على الاقل كان هؤلئك هم صحافييو قناة اخبار12 والذين عرضوا الامور كما هي.

مقربون اخرون ذوي مقاربة اكثر رسمية، يركزون السبب للتفشي الحالي لتغيير السياسة بخصوص قاعات الافراح. في 14 حزيران تمت المصادقة على استئناف اقامة المناسبات بمشاركة حتى 250 شخص. في نفس اليوم بلغ عدد المرضى الجدد المشخصين 136. في بداية تموز الرقم تجاوز ال900 وفي اليوم الواقع ما بين يوم الثلاثاء والاربعاء سجل اكثر من 1300 مريض جديد مشخص ( حتى وان كان اغلبهم، كالمعتاد في الفترة الاخيرة، شباب نسبياً وذوي اعراض خفيفة أو عدم اظهار اعراض).

لا يوجد للحكومة ولوزارة الصحة معلومات دقيقة او حتى تقدير مقرب، لنسبة حالات الاصابة في الاعراس وفي حفلات اخرى. ولكن الشهادات عن القاعات كدفيئات للعدوى تزداد وتتسع. من الواضح انه حدث هنا شيء ما اسرائيلي جداً وليس غير متوقع. في حالات كثيرة القاعات والازواج المحتفلين قاموا بمناورة لتجاوز التعليمات: 3 أو 4 اماكن منفصلة ظاهرياً استضافة سوية 750 وحتى 1000 ضيف في اطار منسبة واحدة. طلب من الضيوف الا يجتازوا خطوط الفصل ما بين المناطق المختلفة ولك احداً لم يراعي تنفيذ ذلك كما ان احداً لم يطلب منهم الحرص على لبس اقنعة.

ان الجمع ما بين الرقص والطعام والشراب والعناق والقبلات للاحتفال بالحدث الميمون – ضمن دون شك أن ينتشر المرض من جديد، سواء بين الاجيال المختلة المشاركة في المناسبة او بين الضيوف الذين بدورهم عادوا لبلداتهم ونشروا الفايروس في ارجاء البلاد. حتى من اجل هذا السبب تشتعل الان مئات بؤر الاصابة الصغيرة بالكورونا في اماكن بعيدة الواحد عن الاخر. الاحتفال ادى الى الاصابة والعدوى والتي من شأنها ان تتطور لاحقاً ايضاً الى ارتفاع في الوفيات، 4 جنازات وحفلة زفاف.

احتفالات الزواج اعتبرت الان في الحكومة وفي وزارة الصحة كاعداء للجمهور. هذ الاسبوع اتخذ قرار باعادة تقييد المشاركة فيها. يبدو ان عهد الكورونا يجب ان ينتهي تماماً قبل اعادة المصادقة على اجراء حفلات الزواج ضمن الصيغة القديمة، الذي يشارك فيها الكثيرون. مراكز عدوى اخرى شخصت في مناسبات مختلفة في فضاءات مغلقة وفي جهاز التعليم، بالرغم من انه هناك لم يكن عدد المصابين كبيرا بشكل خاص، آخذين بالاعتبار العدد الضخم للطلاب.

حتى الان البيانات عن ذلك ليست كاملة وغير مفصلة. نفس هذه الاقوال قيلت خلال العاصفة التي جرت اول امس حول الادعاء بأنه في جزء من المستشفيات حدث تغيير في تعريف من هو المصاب اصابة شديدة ( وهذا كما يبدو سبب اخر للارتفاع في عدد المرضى في حالات شديدة).

منذ فترة طويلة لا يتم نشر بيانات بشأن عمر المتوفيين من الكورونا في البلاد: ما هو متوسط عمر الوفيات؟ كم من المتوفين كانوا يعانون من امراض سابقة خطيرة؟ هذه البيانات لا تعرض على الجمهور بصورة شفافة ومتواصلة وحتى لا تقدم لهيئات البحث المستقلة خارج جهاز الصحة.
في جلسات الطوارئ الاخيرة لكابينت الكورونا والحكومة، تم تحديد طريقة، هدف وغاية للسياسة. الطريقة هي معالجة الاشتعالات او نيران العدوى وتقليل التجمعات، مع الحاق ضرر اقتصادي منخفض قدر الإمكان. الغاية – تمكين حياة معقولة في ظل الكورونا حتى يتم تطوير تطعيم. الهدف اعادة وتيرة الاصابة الى ما تحت المائة مريض جديد في اليوم.

في المناقشات لم تبحث امكانية فرض اغلاق فوري. في هذه اللحظة ما زالوا يعتقدون انه بالامكان الوصول تدريجياً الى هذه النتيجة بواسطة القيود الجديدة التي فرضت وانه مازال لدينا وقت. المشكلة، كالعادة في هذا الوباء، هو ان نتيجة كل خطوة اتخذت تتضح فقط بعد حوالي اسبوعين. ربما ان حجم العدوى وشدة  العبء على المستشفيات ستزداد في هذه الايام – وان الحكومة سوف تعلن عن اغلاق كامل. هذا من شأنه ان يشكل ضربة مميتة لمصالح تجارية عديدة وحتى لفروع كاملة، ويصعب جدا التنبؤ بكيفير رد الجمهور. وهل سيمتثل للتوجيهات، اخذين بالاعتبار الازمة الكبيرة في الثقة مع القيادة.

قطع السلسلة

في الوقت الذي يناقش فيه الوزراء ادق التفاصيل بشأن كل تقييد ويناقشون مطولا مسالة على أي البلدات يجب فرض اغلاقات، تضيّع وتهمل الحكومة الموضوع الاكثر الحاحاً – قطع سلاسل العدوى. ان التجاهل الشديد لتوصيات كل طواقم المستشارين لمعالجة هذه المسالة بسرعة مع تلاشي الموجة الاولى، ساعد في حدوث القفزة الحادة في الاصابات المشخصة الان في الموجة الثانية. من اجل الخروج بسلام من هذه الارجوحة المجنونة، ربما دون اغلاق كامل يجب تحسين نظام التحقيقات الوبائية.

مديرعام وزارة الصحة البروفيسور حيزي ليفي، قابل في الايام الاخيرة عددا من المرشحين المحتملين لوظيفة رئيس مركز السيطرة الوطني على محاربة الفايروس. والذي من شأنه ان يركز سوياً جمع وتحليل المعلومات عن الكورونا، ونظام الفحوصات ونظام التحقيقات. مكتب نتنياهو عبّر قبل عدة ايام عن دعمه لفكرة تعيين “قيصر الكورونا” ولكن الان يبدو ان هذا من شأنه ان يكون طائراً له اجنحة مقصوصة. ليفي الذي عمل لسنوات طويلة في الجيش الاسرائيلي يعرف جيدا القاعدة العسكرية التي تقول انه لا يوجد صلاحية بدون مسؤولية. فقط منح صلاحيات واسعة لرئيس المركز والتي سيتم دعمها بموارد مناسبة يمكنه ان يحل هذه العقدة.

من يقول كالعادة الاقوال المطلوبة في ظروف فيها تدور الحكومة حول نفسها هو رئيس الدولة رؤوبين ريفلين. الدولة، قال الرئيس في خطاب أمس، لم تطور عقيدة قتالية واضحة وشاملة لمواجهة الفايروس. (ليس لدينا جسم واحد يقوم بتركيز المعلومات، والنضال، المواجهة، السيطرة، ومخاطبة  الجمهور)، أضاف الرئيس.