بعد نجاح اليهود في إقامة دولتهم الصهيونية بمساعدة ومشاركة أكبر دولتين "بريطانيا وأمريكا" وبعد إرتكاب عدة مجازر لأطفال ونساء في القرى والمدن الفلسطينية وتهجير معظم سكانها للدول العربية المجاورة وقطاع غزة والضفة الغربية ليعيشوا للآن في مخيمات لا تصلح للعيش الآدمي معتقدين أن الكبير سيموت والصغير سينسى ليفاجأ هذا الكيان أن الصغير يبحث عن حقوقه وحقوق أجداده في فلسطين ..
ومع هذه المرارة وافق الشعب الفلسطيني وقيادته على إقامة إتفاقية سلام "أوسلو" التي وقعت بين رابين وأبوعمار عام 1993 لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 بما يوازي 22% من مساحة فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الفلسطينين وتعويضهم ..
لكن ديدن هذا الكيان الصهيوني هو التنكر لما وقعوا عليه فهم يتنكرون لكل دول العالم من أن للفلسطينين حق في فلسطين ويستعبدون هذا الشعب بدعم أمريكي فاضح رغم أن أوسلو الميته كانت بإشراف ومشاركة أمريكا ورئيسها كلينتون من ألفها إلى يائها فأين نحن الآن من ضم القدس وما تخططه من ضم الضفة الغربية والأغوار ؟!!
علماً بأن الفلسطينيين في 2030 سيزيد تعدادهم عن اليهود على هذه الأرض وتكون المعادلة حكم الأقلية للأكثرية وهذا هو النظام العنصري كجنوب أفريقيا سابقاً عندما حكمت الأقلية البيضاء للأكثرية السوداء وكانت النتيجة أن الحكم العنصري مصيره إلى زوال وهذا ما سيحدث للكيان الصهيوني إذا إستمر في سياسته العنصرية ضد العرب والشعب الفلسطيني.
إن الكثير من رؤساء الأجهزة الأمنية والكتاب والسياسين الصهاينة يتحدثون وبكل صراحة عما يتوقعونه من خطر لدولتهم في المستقبل وهنا سأتناول بعض التعليقات لهولاء كلٌ بإسمه ولقبه:
1- رئيس جهاز الشاباك السابق لدولة الكيان كارمي غيلون يقول : إن إستمرار السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى ستقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي وستقود لخراب إسرائيل.
2- المحلل العسكري للقناة العبرية الثانية روني دانييل يقول : أنا غير مطمئن أن أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة ولا أظن أنهم سيبقون في هذه البلاد.
3- رئيس جهاز الموساد العاشر مئير دغان يقول : أنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني.
4- مؤرخ إسرائيلي بيني موريس يقول : خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض إما مطاردة أو مقتولة وصاحب الحظ من يستطيع الهرب لأمريكا أو أوروبا .
5- من كتاب مذكرات صحافي عبري لعام 2014 يارون لندن يقول فيها : أنني أعد نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له أن نسبة بقائنا في هذه الدولة لن يتعدى 50% ولمن يغضبهم قولي أقول لهم أن نسبة 50% تعتبر جيده لأن الحقيقة أصعب من ذلك .
6- باحث ومحلل سياسي أمنون أبراموفيتش يقول : إن أخطر ملف تواجهه إسرائيل هو ليس ملف فساد نتنياهو إنما الأخطر منها هو ملف خراب إسرائيل الثالث.
إن هذه المقتطفات التي تحدث بها النخبة مسؤلي أمن ومفكرين وصحفيين على أعلى مستوي في الكيان الصهيوني لهو مؤشر خطير على دولة الكيان الصهيوني لما يقوم به نتنياهو واليمين المتطرف ضد العرب والفلسطينين مستغلين الحالة المؤقتة لعدم إستقرار بعض الدول العربية والإنقسام الفلسطيني الحالي لكن يجهل هذا الكيان أنه رغم كل هذه الظروف فعيون العرب والمسلمين والمسيحين والفلسطينين على الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني .
وعلى ماذا يعول هذا الكيان في التعدي على حقوق الشعب العربي والفلسطيني ؟!!
وهل يعتقد أن هذا الحال سيستمر ؟!!
وهل يتخيل أن الشعب الفلسطيني سيرفع الراية البيضاء ويستسلم لكل ما يفعله ؟!!
الإجابة الحقيقية خذوها على لسان كل ما ذكره عقلائكم أعلاه قبل فوات الأوان وفلسطين وكل الأرض العربية ليست للتفاوض أو المساومة فلسطين للشعب الفلسطيني وعلى المحتل أن يرحل .