اجتمع ممثلي شرطة الاحتلال الإسرائيلي"ماحاش"، أمس الإثنين، مع عائلة الشهيد المقدسي إياد الحلاق، وأطلعوا العائلة على سير التحقيقات، وبعدم وجود أي شريط مصور يوثق جريمة إعدام الشهيد المقدسي إياد الحلاق.
وأشارت "ماحاش" في بيان صحفي، إلى أن القضية باتت في مراحل متقدمة من التحقيق، وسيتم إحالة الملف بعد انتهاء التحقيقات إلى مكتب الادعاء العام التابع للقسم لمراجعة المواد واتخاذ قرار بشأن ضباط الشرطة" الضالعين في الجريمة.
من جانبه، ذكر محامي عائلة الشهيد الحلاق، جاد قضماني، أن العائلة سترفع دعوى قضائية لفتح تحقيق في قضية إخفاء الأدلة، مؤكدًا على أن الأدلة قد أخفيت وأن العائلة تسعى لفتح تحقيق في ذلك.
ولفت قضماني، إلى امتلاك العائلة لتأكيدات بأنه تم الاستيلاء على جميع الكاميرات بعد الحادث فورًا، ولكن الشرطة أبلغت بعدم وجود أي تسجيل للحدث، معبّرًا عن قلق العائلة، وأنها تريد التحقيق بذلك.
وجدّد المحامي، مطالبات عائلة الحلاق بنشر توثيق إطلاق النار، التي تجاهلتها سلطات الاحتلال، وامتنع مندوب "ماحاش" أثناء النظر في طلب العائلة عن الإجابة على سؤال بهذا الخصوص، مكتفيًا بالقول إن المحققين أخذوا كاميرات الحراسة في المنطقة.
واستشهد المقدسي إياد الحلاق، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، في مدينة القدس المحتلة بتاريخ 30 أيار/مايو الماضي، بدم بارد من شرطة الاحتلال التي أطلقت عليه النار أثناء توجهه إلى منطقة باب الأسباط.
وتزعم رواية الاحتلال أن أفراد الشرطة اشتبهوا بأنه كان يحمل مسدسًا، وبدؤوا بمطاردته، ودخل الحلاق إلى "غرفة النفايات" القريبة، فيما كانت معلمته وردة أبو حديد، تصرخ باتجاه أفراد الشرطة بأنه "معاق"، لكن عنصري شرطة الاحتلال تابعا المطاردة ودخلا إلى "غرفة النفايات" وأطلق الشرطي رصاصتين على الحلاق وقتله.
وفي ذات السياق، ادعى مصدر مطلع على تفاصيل التحقيق، في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس" نهاية يونيو الماضي، أن كاميرات الحراسة في مكان استشهاد الحلاق لم توثق إطلاق النار من جانب الضابط والشرطي.
ولكن الصحيفة، أكّدت على وجود (7) كاميرات كهذه على الأقل، وبينها اثنتان في "غرفة النفايات"، التي استشهد فيها الحلاق بنيران أطلقها الشرطي عليه، وجرى التحقيق مع الشرطي القاتل مرة واحدة، في يوم وقوع الجريمة.
ووفي الجانب الآخر، زعمت شرطة "ماحاش"، عدم توثيق كاميرات المراقبة في المنطقة، لجريمة الإعدام، وأنّ كاميرات المراقبة في "غرفة النفايات" حيث وقع إطلاق النار، لم تكن موصولة أثناء الجريمة ولم توثق إطلاق النار.
وبحسب الصحيفة، فإن "ماحاش" لم تواجه عنصري شرطة الاحتلال، ولا المعلمة أبو حديد، بصور من مكان الجريمة. والكاميرات السبع في المكان تابعة لجهاز المراقبة التابع للشرطة "مباط 2000"، والذي ينشر كاميرات في كافة أنحاء البلدة القديمة، وتوثق جميع الأحداث فيها.
ونقلت الصحيفة عن المصدر المطلع على تفاصيل التحقيق قوله إنه في "ماحاش" لا يميلون إلى قبول إفادة المعلمة ويفضلون مزاعم عنصري الشرطة، بأن أبو حديد لم تكن شاهدة على إطلاق النار، وأنها حضرت إلى "غرفة النفايات" بعد إطلاق النار على الحلاق.