الانفاذ الانتقائي ما لغير اليهود لا يهدم

حجم الخط

يديعوت – بقلم جلعاد شارون

كوخ بلا إذن بني قرب مستوطنة يتسهار في  المنطقة ج في السامرة، وعلى الفور تبعث الدولة بقوات غفيرة  كي  تهدمه.  الانفاذ قانوني،  والهدم يتم  وفقا للقانون.  المشكلة هي أن انفاذ القانون  انتقائي. فعشرات الاف المباني غير القانونية للفلسطينيين بنيت في  مناطق ج  ولم يفعل احد بها شيئا. لماذا؟ اذا قررتم هدم ما ليس قانونيا،  فلماذا تستهدفون اليهود فقط؟ بالضبط مثلما في النقب  أو في وادي عارة، هناك ايضا عشرات الاف المباني غير القانونية، ولكن السلطات لا تفرض القانون الا على اليهود. ان الانفاذ الانتقائي هو امر  سيء، فهو يمس بمبدأ المساواة امام القانون. سيقول المواطن لنفسه، اذا  كانت السلطات تقرر  تعسفيا اين تنفذ القانون  واين لا،  فلماذا اكون انا بالذات إمعة واحترم القانون. هكذا تنشأ الفوضى.  

​ودون صلة بهذا، فان من يرفع يدا على جندي أو شرطي من حرس الحدود،  مثلما كان قرب يتسهار وليس مهما اذا كان يهوديا او عربيا،  ينبغي أن  يقضي سنوات في السجن.  فالبزة  تمثل نوعا من القدسية، رمزا لمن يحمي حياتنا جميعنا.  كل  واحد منا يفعل  هذا بدوره. واولئك غريبو الاطوار الهامشيون، من أنسال المتزمتين  الذين احرقوا  مخازن الغذاء في القدس عشية الخراب، هم ذات العصبة  الذين  يعتدون على الجنود،  يثقبون  اطارات سيارة  قائد اللواء  واطارات سيارة  زمبيش – الذي فعل من اجل الاستيطان اكثر مما يفعل كل هؤلاس الزعران  معا، حتى لو عاشوا مئة سنة. وهم يلحقون  الظلم والضرر الكبير بالاستيطان،  الذي يتشكل من اناس طيبين ومتوازنين في  تفكيرهم.  اكثر  من كل شيء آخر، هذه مشكلة تعليمية. والحل  سيأتي من المؤسسات التعليمية، مثل مزرعة الراعي العبري في ميشور ادوميم والتي تعالج وتعيد بناء فتيان التلال ممن تساقطوا من الاطر  التعليمية  واضاعوا طريقهم.  

​وعودة الى المنطقة ج،  التي تشكل 60 في  المئة من مناطق يهودا والسامرة، وهي وحدها في واقع الامر ذات صلة  لاحقا.  مناطق  أ و ب  مأهولة  بالسكان  باكتظاظ، وعليه فانه وان  كانت هذه مناطق الوطن،  فلن  يرضى اي  عقل  ان يضم للدولة، جنين، نابلس،  طولكرم، قلقيليا ورام الله، وفي واقع الامر مليوني فلسطيني  حلمهم  هو تصفية  الدولة.  يحوز  الاسرائيليون عمليا 8.5 في  المئة فقط من  المنطقة ج، والتي هي بالاجمال 5 في المئة من مناطق يهودا والسامرة. اما الفلسطينيون فيحوزون المناطق أو ب واضافة الى ذلك ثلث المنطقة ج ايضا، معظمها في اعقاب السيطرة غير القانونية. هكذا بحيث أن في ايديهم 60 في المئة من كل المنطقة. ميل السيطرة لديهم يتواصل بكامل النشاط، ومن ناحيتهم لماذا لا؟ فاسرائيل لا تفعل شيئا في هذا المجال. الزمن يمر  وكل  شيء  يتواصل، وبهذه الوتيرة ، فان  المنطقة  ج ليس  فقط لن تضم لاسرائيل، بل هي مضمومة عمليا للفلسطينيين.

​اذا كانت الدولة منشغلة حتى الرأس بمعالجة الوباء والازمة الاقتصادية في اعقابه، فلماذا تنشغلون بمبنى ما قرب يتسهار. واذا كان يوجد زمن للانشغال بهذا المبنى، فتفضلوا واوجدوا الزمن لان تعالجوا ايضا كل المباني الاخرى، حتى لو كانت لغير اليهود.