ليس غانتس أو غيره، نتنياهو فقط هو المتهم

حجم الخط

هآرتس – بقلم  عوزي برعام 

 

فيروس الكورونا يخدع افضل الاطباء في العالم. ربما يكونوا قدحسنوا طرق معالجة المرض، لكن ليس بوسعهم حتى الاشارة الى اتجاهناجح. وربما يكون هذا الامر غير طبي فقط. اضافة الى ذلك هناك حاجةالى قيادة اجتماعية واقتصادية كي تستعد للعصر الجديد. هناك دولوشركات فعلت ذلك. وهناك دول جميع قراراتها سياسية واسرائيل منها.

​لا يوجد أحد في اسرائيل هو المسؤول لوحده عن وقف الموجة الاولى. ولا يوجد أي شخص يتم اتهامه لوحده بأبعاد الموجة الثانية. ولكن بنياميننتنياهو نسب لنفسه القضاء على الموجة الاولى وطرح نفسه مثل سوبرمانالذي يريد كل العالم تقليده. الآن عندما جاءت الموجة الثانية والكبيرة بشكلملحوظ، فان نتنياهو يوجه انتقاده لموظفين فشلوا ووزراء لا يعرفون هدفهموشركاء يدمرون كل شيء. لم يبق أي شيء لم يقوموا بفعله من اجل عدمتحول بطل الموجة الاولى الى ضحية الموجة الثانية.

​في العالم تظهر بوادر خيبة أمل من كون الفيروس مؤقت. شركة“غوغل” الثرية بالمال والمعلومات، أعلنت بأن موظفيها سيعملون من البيوتحتى العام 2021. وحتى أنهم أعطوا كل موظف ألف دولار من اجل أنيستعد بشكل مناسب للعمل من البيت. شركات اخرى ارسلت موظفيها للعملمن البيوت وتركت مساحات كبيرة فارغة تنتظر التغير الوظيفي.

​بطبيعة الحال هناك مجالات اخرى تقف أمام معضلات كبيرة. وكلاءالثقافة ووكلاء السياحة يحتضرون. برودويه ومسارح لندن مضربة. دورالاوبرا والقاعات الموسيقية الكبيرة بقيت فارغة. ولكن في المانيا وهولنداوفرنسا هناك استعداد حقيقي لدعم المجالات التي تضررت من الكورونا. فياسرائيل يبدو أنه لا يوجد هناك يد موجهة. فرع المسرح توفي. ربما أنالممثلين والطواقم التقنية سيحصلون على بدل معيشة. ولكن العودة الىالقاعات ما زالت بعيدة. غياب السياحة يضر بشرائح كثيرة من الجمهور لأنالامر يتعلق بفرع يعتبر محرك هام للنمو في اسرائيل. وحركات الشبيبة التيكانت دائما مصدر القوة قامت بتغيير وجهها، حتى قبل الكورونا. ولكنوضعها الاقتصادي والتباعد الاجتماعي وزيادة الوعي الشخصي، كل ذلكسيصعب جدا على انتعاشها.

​اسرائيل دائما كانت محاطة بحزام من التكافل الاجتماعي في اوقاتالازمة. ولكن يجب علينا التذكر بأن الشعب لم يكن منقسم مثلما هو منقسمفي الوقت الحالي. انقسام يمنع التكافل.

​لا يوجد أي نظام في العالم يمكنه تغيير التهديد الصحي. ولكن نظامنزيه وحكيم يحاول اعطاء رد على المشكلات العميقة والواسعة التي نشأت فيظل الوباء. عندنا كل شيء حزبي – سياسي. بنيامين نتنياهو ليس مديربطبيعته، هو رجل تسويق. وهناك من يقولون إنه سياسي ناجح. وآخرونيقولون إنه فاشل. ولكن فوق كل شيء هو سياسي يقوم باجراء حساب الربحوالخسارة. مؤخرا يحاول نتنياهو أن يرسم غانتس كمسؤول عن الاغلاق الذييلوح في الافق. هذه نفس روح نتنياهو السيئة، ونفس الطاقة السلبية التييقوم ببثها – لأعدائه وايضا لشركائه؛ لخصومه وأيضا لمواطنيه.

​هذه التكتيكات والخدع الرخيصة يمكن أن تعلن افلاسها قريبا. ومنقال طوال الوقت “أنا وجهت” لا يمكنه الهرب من النتائج. نتنياهو غير مسؤولعن تفشي الوباء. هو مسؤول عن ادارة الازمة وعن الزعامة الشاملة. فيوضع الطواريء هذا كان يمكنه الاستعانة بالبنى القائمة في النظام، لكنه لايقوم بفعل ذلك. وزارة الدفاع تم تصميمها لمواجهة الازمات من كل الانواع. ولكن نتنياهو لا يقوم بنقل المسؤولية اليها. هكذا يكون الامر عندما يكون كلشيء سياسي ولا يكون هناك أي اعتبار آخر. الدولة مهمة، لكنه مهم أكثرمنها.