وجهت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الجمعة، رسالة للسلطة الفلسطينية حول مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا عضو المكتب السياسي للحركة محمد الهندي في كلمة له خلال الورشة الحوارية التي نظمها مركز رؤية للتنمية السياسية حول تطور العلاقة بين حركتي فتح وحماس، السلطة لاتخاذ خطوات جدية في مواجهة الاحتلال، كما فعل الرئيس ياسر عرفات بعد كامب ديفد 2، أو السماح بها على الأقل.
وقال:" السلطة أمام اختبار جدي في مواجهة واقع الضم، وحتى لا تبدو وكأنها فقط تلوح بورقة المصالحة عليها، اتخاذ خطوات جدية في مواجهة الاحتلال، كما فعل الرئيس عرفات بعد كامب ديفد 2، أو السماح بها على الأقل"، على السلطة، تحويل الأجواء الإيجابية التي خلقها لقاء الرجوب – العاروري إلى توجه جديد يهدف إلى بناء مرجعية وطنية تتصدى لـ (صفقة القرن) وخطة الضم، وتعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وبث الأمل فيه، وتفعيل المقاومة الشعبية والتمسك بالثوابت الوطنية".
وأضاف الهندي: "مسار التفاوض العبثي والشراكة مع العدو وصل إلى نهايته البائسة المحتومة والسلطة على مفترق طرق إما أن تبادر إلى مشروع سياسي آخر يعتمد المواجهة والصمود، أو تندثر غير مأسوفا عليها، وإن (صفقة القرن) تعتبر مساراً جديدًا يقطع مع كل ما سبق من مفاوضات واتفاقات بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني".
وتابع أن المفاوضات السابقة اعتمدت على مدى ربع قرن، مبدأ حل الدولتين، ووجود شريك فلسطيني مفاوض، ومع إعلان (صفقة القرن) انتهى هذا السياق واخذ معه اتفاق (أوسلو) والمبادرة العربية غير مأسوفا عليها، مردفًا: "مرحلة جديدة بدأت تقرر فيها إسرائيل مع الإدارة الأمريكية من جانب واحد، مصير الضفة الغربية والقدس دون الحاجة إلى ديكور المفاوضات والشريك الفلسطيني".
وأوضح الهندي: "تأخذ إسرائيل ما تشاء من أرض وقدس وأغوار، وتترك ما لا تحتاجه من مناطق الكثافة السكانية هروبا من دولة ثنائية القومية"، مشددًا على أن الوضع العربي والدولي أنسب ما يكون للقيام بهذه الجريمة، حيث تشهد أوروبا غياب التماسك الداخلي بعد جائحة (كورونا) ودورها الهامشي يزداد ضعفاً".
وبين: "هناك مزيد من دول العرب تقيم تحالفات علنية وسرية مع إسرائيل في مواجهة ما يسمى "العدو المشترك" (إيران، التطرف الإسلامي، وأضيف إليهم مؤخراً العثمانية التركية، وفي هذا الوضع الإقليمي والدولي المعقد نحتاج أكثر من أي وقت مضى وبعيداً عن الحسابات الصغيرة، إلى تماسك الوضع الداخلي، والبحث عن القواسم المشتركة، والعودة إلى ما يوحدنا ويحمي ويحفظ حقوقنا".
وجاء في حديثه: "لدينا اليوم طرف الخيط وهو موقف إجماع فلسطيني سواءً من فصائل المقاومة أو فصائل السلطة برفض (صفقة القرن) وخطة الضم والتصدي لها، وهذا يمثل نافذة فرص إن تعاملنا معها بمسؤولية وطنية عالية، نحن إذا أمام فرصة، إما أن نحول الموقف الموحد مدخلاً لبناء استراتيجية وطنية ووحدة حقيقية تتجاوز كل آثام وخلافات المرحلة الماضية، وذلك ببناء مرجعية وطنية ننتظم جميعا تحت سقفها لمواجهة تحديات المرحلة، وذلك بتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وفق اتفاق بيروت 2017 أو أي صيغة أخرى يتم التوافق عليها عبر مؤتمر وطني عام تشارك فيه كل الفصائل والفعاليات الفلسطينية".
وتمم الهندي بالقول: "إما أن تعود السلطة مرة أخرى للتشبث بالخيارات الخاسرة والتمسك بأوهام عبثية وتتجمد مكانها انتظاراً لها مثل، المراهنة على فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية، وللتذكير فإن جميع الإدارات الأمريكية الديمقراطية كما الإدارات الجمهورية شجعت الاستيطان، ورفضت تصنيف المستوطنات الصهيونية بأنها غير قانونية، ورقصت حول الألفاظ لا أكثر ولا أقل".
ومضى يقول: أيضًا مثل المراهنة على الرباعية الدولية: التي لا وزن لها ولا قيمة، وهي تدعو إلى العودة لمسار التفاوض العبثي بدون أي أفق، ومن نافلة القول أن إسرائيل لا تقيم وزناً سوى لموقف الإدارة الأمريكية والوضع الداخلي لها، كما المراهنة على الوضع العربي البائس، الذي انكشف أمام قرار الاعتراف الأمريكي بالقدس الموحدة عاصمة لاسرائيل، "إن المستند إليه كالمستند إلى جدار منهار في شارع الزلزال حسب تعبير محمود درويش.
وأكد على أنه إذا عادت السلطة الفلسطينية لمسار التفاوض، فهذا يعني التمسك بالشراكة مع إسرائيل، وبالتالي التراجع عن قرار مقاطعتها، وهذا يؤدي إلى، تعميق الانقسام الداخلي الفلسطيني وفقدان أي امل بتجاوزه، ويعطي مظلة لتحالف أنظمة عربية مع إسرائيل، وبدلاً أن يبدو تحالفها ضد المصالح الفلسطينية سيبدو وكأنه منسجما معها"، مردفًا: "كما سيؤدي ذلك تصعيد إسرائيل من تكريس الضم على الأرض تحت ظل عملية التفاوض ومع استخفاف كبير بتهديدات السلطة".
وأورد القيادي في الجهاد الإسلامي: "بعد مرور أسبوعين على أول تموز/يوليو ( موعد نتنياهو لإعلان الضم ) فإن مخاطر الضم لازالت جاثمة، نسجل أن السلطة هذه المرة كانت أكثر استشعاراً للخطر وأكثر جدية في إعلانها الانسحاب من الاتفاقات مع "العدو" لكننا نسجل في نفس الوقت أن السلطة لا زالت تراوح مكانها وترسل برسائل متناقضة، فمن ناحية تمرر لقاء العروري – رجوب بما يوحي وكان هنالك خيارات جديدة للسلطة، ومن ناحية ثانية تطلق تصريحات باستعدادها للعودة للتفاوض مع "العدو" والشراكة معه".
وأكمل حديثه بالقول: "في نفس الوقت الذي تؤكد فيه رغبتها في تفكيك العلاقة مع الاحتلال فهي تدرك استحالة الانفكاك السياسي والاقتصادي والأمني مع "العدو" من داخل المسار نفسه الذي كرس تبعيتها له والذي تدور فيه منذ أكثر من ربع قرن، وحتى الفراغ الذي تركته السلطة بعد وقف التنسيق مع "العدو" ملأه الاحتلال (الإدارة المدنية) بالتعالمل المباشر مع العمال والتجار ...إلخ".
وأشار الهندي إلى أن هنالك من يراهن على اليسار الإسرائيلي، حيث أن إدراج خطة الضم في برنامج حكومة نتنياهو – غانس دليل أن جميعهم في إسرائيل يمين فيما يتعلق بالضم.
ولفت إلى أن الخلاف بينهم هو حول حجم وطريقة الضم وتسويقه، منوهًا إلى أن هنالك أحزاباً مشاركة في حكومة "العدو" أطماعها تتجاوز (صفقة القرن) وتدعو أن يكون الضم استنادا لها وليس قبولا بها، كما كان إعلان الدولة العبرية عام 48، استناداً لقرار التقسيم وليس التزاما به.