قالت المتحدثة الإعلامية باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، هدى سمرا، إنّه تم تسجيل إصابة 25 لاجئ فلسطيني في لبنان بفيروس كورونا، سواء داخل المخيمات أو خارجها منذ بداية الجائحة.
وأشارت سمرا خلال حديثٍ خاص بوكالة "خبر" إلى أنّ جميع الحالات السابقة قد تعافت من الفيروس، مُبيّنةً في ذات الوقت أنّ 10 حالات تتواجد في الحجر المنزلي؛ لأنّ وضعهم الصحي مستقر ولا يستدعي نقلهم للمستشفيات.
كورونا والاكتظاظ السكاني
وأكّدت على أنّ أبرز التحديات التي تُواجه "الأونروا" في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان في ظل جائحة كورونا، هي الاكتظاظ السكاني الذي سيؤدي لسرعة انتشار الفيروس في أوساط اللاجئين.
وأضافت: "نخشي الأعداد الكبيرة وتسجيل إصابات تستدعي استشفاء أو عناية فائقة وأجهزة تنفس؛ وذلك لأنّ بعض الحالات تستدعي خطورتها تدخل طبي".
ولفتت إلى خطورة عدم الأخذ بالتدابير الوقائية رغم النداءات المتكررة، مُوضحةً أنّ الأمر لا يقتصر على اللاجئين، بل على الدولة المضيفة " لبنان" أيضاً.
وناشدت سمرا بضرورة الالتزام بأقصى تدابير الوقاية من فيروس كورونا، خاصةً التباعد الجسدي وعدم ارتياد الأماكن المكتظة بدون سبب.
ووفق الإحصار المركزي اللبناني لعام 2017، يعيش في لبنان نحو 174 ألف، و422 لاجئاً فلسطينياً، في 12 مخيماً، و156 تجمعاً.
إلا أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة "أونروا" في لبنان حوالي 450 ألف لاجئ فلسطيني، بينهم 200 ألف على الأقل، يتلقون المساعدات التي تشمل المعونة الغذائية والتعليم والرعاية الصحية، وفق المتحدثة الإعلامية باسم الوكالة.
استجابة خجولة للطوارئ
وبشأن تأثيرات الأزمة المالية التي تعانيها الأونروا على مواجهه كورونا في مخيمات اللاجئين بلبنان، قالت سمرا: "إنّ التحديات المالية التي تواجهها الأونروا كثيرة وخطيرة؛ وأهمها العجز المالي"، مُردفةً: "ما يُقلقنا الاستجابة الخجولة لنداءات جذب الأموال للحالات الطارئة التي تقوم بها الأونروا".
وتابعت: "كل ما يتعلق بالطوارئ نلاحظ الاستجابة موجودة ولكنها غير كافية لتلبية كل احتياجات الأونروا"، مُضيفةً: "في حال زيادة عدد حالات الشفاء الواقعة على عاتق الأونروا في لبنان، فإنّ ذلك سيرهقها مادياً لأنّها بحاجة لمراكز عزل طبي مُكلفة، وقد تم تجهيزها وهي تعمل الآن، لكنّ الأمر لم يكن بالحسبان".
وتبلغ قيمة العجز المالي للأونروا حوالي 330 مليون دولار أمريكي، الأمر الذي يُعرقل عملها في توفير الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين، في مناطق عملياتها الخمس.
وفي وقت سابق، حذّر مسؤولون أمميون من تأثير العجر المالي على خدمات الوكالة المقدمة لحوالي 6 مليون و550 ألف لاجئ فلسطيني، موزعين على مناطق عملياتها الخمس "قطاع غزة، الضفة المحتلة، لبنان، سوريا، الأردن".
وأدى وقف الإدارة الأمريكية دعمها المقدر بـ 360 مليون دولار سنويًا للوكالة الأممية منذ العام 2018، إلى تصاعد أزمتها المالية، في وقت تبدي فيه الولايات المتحدة و"إسرائيل" عزمهما لتصفية "أونروا"، التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949؛ لتقديم المساعدة والحماية للاجئين إلى حين التوصل إلى حل عادل وشامل لقضيتهم.
خطة طوارئ تربوية إغاثية
وبالحديث عن خطة الأونروا التربوية للتعامل مع العام الدراسي الجديد (2020-2021) في مدارس الأونروا في ظل جائحة كورونا، قالت سمرا: "إنّ الحديث يتمحور حول ثلاثة سيناريوهات، إما فتح المدارس أو التعليم عن بعد كليًا كما كان في الفصل الثاني من العام الماضي".
وأردفت: "أو مزيج من الإثنين أيّ يدرسون يوم في المدرسة وآخر في البيت عن بعد؛ وذلك لتقليل الأعداد ولمقاربة التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، بحيث يكتسب الطلاب بعض المهارات ويطبقونها في المنزل وهو السيناريو الأقرب حتى الآن".
أما عن تقديم مساعدات إغاثية للاجئين الفلسطينيين في لبنان في ظل الجائحة، قالت سمرا: "اقتربنا من جولة مساعدات إغاثية لم تكن على حد طموحنا من حيث المبالغ وكنا نرغب بتقديم مساعدة أكبر، ولكن هذه المبالغ التي تمكنا من حشدها".
وختمت سمرا حديثها، بالقول: "أدخلنا خطة نداء مساعدات إغاثية وندعو الدول المانحة إلى أنّ تكون سخية في التبرعات؛ لنتمكن من جوالات إغاثية أكثر من مرة واحدة".