لماذا فكر (بومبيو)… فكر “داعشي”؟

حجم الخط

بقلم   د. أسعد عبد الرحمن 

 

(مايك بومبيو) الذي عين في 13 آذار/ مارس 2018 وزيرا للخارجية الأمريكية، بعد قضائه عاما في رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، حصل على ثقة الرئيس (دونالد ترامب) عبر دعم نهجه السياسي المتشدد ضد إيران وكوريا الشمالية. لكن نقطة الجذب الحقيقية تكمن في حقيقة مبادئه الأفنجيكالية (المتهودة والمتمسيحة) والداعمة المتغولة في دعم “إسرائيل”.

بداية صعود (بومبيو) في مسيرته المهنية سريعا جاءت خلال توليه منصبه كمدير لوكالة الاستخبارات حيث طابق لهجة التصريحات السياسة الخارجية (لترامب)، إذ قال: “كي تكون وكالة الاستخبارات المركزية ناجحة، يجب أن تكون هجومية وقاسية وأن تعمل بدون رحمة وبلا هوادة”.

وفيما يخص “إسرائيل”، يؤمن (بومبيو) كما “الأفنجيكاليون” جميعا بأحقية كل المطالبات اليهودية بسيطرة “إسرائيل” على القدس وكل “أرض الميعاد”، مما سيُعجل في حرب “هرمجدون” (المعركة المنتظرة من قبل كثيرين والتي تعجل في ظهور المسيح المنتظر). ويستند هؤلاء “البروتستانت المتجددون” إلى قراءة دينية شاذة لدعم الاستعمار/ “الاستيطان” اليهودي في فلسطين، ويبررون “الفكر الداعشي” بنسخته المستجدة، سواء كانت يهودية أو “متمسيحة” على درب التخلص من الشعب الفلسطيني وحقوقه ولدعم الدولة الصهيونية بشتى الوسائل.

مؤخرا، وفي مؤتمر تحت عنوان “قائد الأسرة”، اعتبر (بومبيو) أن كل عمل تقدمه إدارة الرئيس ترامب في أي بقعة في العالم سواء ضد الصين أو إيران أو كوريا الشمالية مهم “من أجل أقرب صديق لنا في الشرق الأوسط، إسرائيل”. ويضيف: “هنا أيضا إيماني يشكل عملي. نشترك مع إسرائيل في الجذور المسيحية اليهودية. وهذا سبب رئيسي لاحترام البلدين للكرامة الإنسانية والحرية الشخصية. كل من دولتينا تحترم حقوق الإنسان، ومن المنطقي أن يكون البلدان قريبين جدًا، قدر الإمكان”!!!. ويتابع: “من وجهة نظر السياسة الخارجية الخالصة، تعتبر إسرائيل شريكا أمنيا أساسيا. فهي نموذج في الشرق الأوسط لكيفية إنشاء اقتصاد مزدهر. وإسرائيل هي أيضا معقل للحرية في المنطقة!!! أنا فخور بأنه لم تكن هناك أي إدارة تدعم إسرائيل بالطريقة التي فعلها الرئيس ترامب وإدارتنا”.

وقد تباهى (بومبيو) بدوره تجاه إسرائيل: ” لقد نقلنا سفارتنا إلى القدس. قلنا إن مرتفعات الجولان جزء من إسرائيل. كشفنا عن رؤية للسلام تدرك الواقع على الأرض. قلنا أن معاداة الصهيونية هي بالفعل معاداة للسامية”.

(بومبيو)، وزير الخارجية، اليميني المتطرف العضو في جماعة “المحافظين الجدد” ومن ضمن اللوبي الصهيوني الداعم للكيان الصهيوني، يؤكد دوما على العلاقة الأمريكية/ الإسرائيلية الخاصة، ويدين باستمرار (معاداة السامية)، ويحذر إيران من تهديد “إسرائيل”، ومن متابعة برنامجها النووي. ومؤخرا، في “منتدى اللجنة اليهودية الأمريكية لعام 2020″، أعلن (بومبيو) إن الولايات المتحدة ستدعم دائما (حق) الكيان الصهيوني في (الدفاع) عن نفسه. وأضاف: “الولايات المتحدة وإسرائيل دولتان (مباركتان)، ونحن نتشارك في رابطة خاصة للغاية وتعد شراكتنا الثنائية أكثر أهمية نظرًا لارتفاع (معاداة السامية) في جميع أنحاء العالم”، مشيرا إلى أن “معاداة الصهيونية تعني معاداة السامية”!!!