أشعلت واشنطن الحرائق بالتعاون مع تل ابيب وعلينا ألا نطفئها بل أن ننقلها الى صدورهم

حجم الخط

بقلم بسام ابو شريف 

 

كنا قد كتبنا حول المعطيات التي تجعلنا على يقين بأن شهر آب سيكون شهرا لهابا، وأسمينا المقال آب اللهاب، وخلال الأيام الثلاثة التي تلت نشر هذا المقال حدث ما يؤكد حساباتنا وتوقعاتنا.

من الواضح أن صمود محور المقاومة في وجه “قانون قيصر”، و”الضغط بأعلى مستوى” و”حرب التجويع”، وخنق الأنفاس وقطع مجاري رئة سوريا واستخدام المقصلة ضد لبنان كلها …. لم تؤد الا الى تجذير صمود محور المقاومة، يكفي عدم الركوع والخضوع في وجه مطالب واشنطن لتسجل المقاومة انتصارا، لكنها صمدت حتى وصلت واشنطن وتل ابيب الى قمة القرصنة العنصرية والهمجية الفجة ، وارتكبت جرائم لم يرتكبها رجال العصابات الذين أسسوا الولايات المتحدة ، فقد قامت شركات الارهاب الممولة سعوديا باضرام النار في مؤسسات علمية ايرانية ، ومصانع تساهم في محاربة الكورونا ، وقصف الطيران الاميركي الصهيوني أهدافا مدنية سورية خارقة سيادة سوريا والقوانين الدولية.

ومؤخرا وليس أخيرا ، قامت اسرائيل وواشنطن بارتكاب جرائم جنونية، فقد قصفت اسرائيل من فوق الجولان المحتل موقعا لحزب الله على الأرض السورية كان يشكل موقع  تعاون بين فصائل محور المقاومة ، والجيش العربي السوري ، ومقاتلي حزب الله للدفاع عن الوطن واستشهد بطل من أبطال المقاومة، هذا البطل كان عسكريا هاما وله موقعه ومرتبته المتقدمة  وشكل اغتياله خسارة كبيرة للمقاومة .

وقام الطيران الاميركي بعملية ارهابية تستهدف مدنيين يركبون طائرة مدنية متجهة من طهران الى بيروت، وأكدت لنا مصادر عليمة: “ان الطائرة كانت تطير في الممر الجوي الدولي المقر والمستخدم دائما عندما اقتربت طائرتي F15 اميركيتين من الطائرة المدنية الى مسافة كيلو متر من الطائرة المدنية”، وتعدهذه المسافة خلال الطيران نقطة تصادم حتمية ولولا بطولة الطيار لكانت الطائرة المدنية قد دمرت بفعل صواريخ مضادة قد تلاحق F15 أصيب عدد من الركاب بجروح بعضهم جراحه متوسطة وآخرون بسيطة واثنين بجراح تطلبت علاجا في مستشفيات بيروت.

وارتكبت واشنطن الجريمة النكراء ، وفجأة انطلقت أجهزة الاعلام الخائنة من قواعدها في السعودية والخليج لنبش ملفات كانت قد طويت ، وكلها تهديد لايران باحتجاز أموال عائدات النفط المباع في الأسواق بقرارات من محاكم اميركية مثلا : حجز 939 مليون دولار تعويضات لقتلى عملية الخبرالتي تتهم واشنطن ايران بالوقوف وراءها  ، تماما كما سرقوا أموال البنك العربي ، ودول اخرى تعتبر الأحكام في واشنطن من قرارات المحاكم الاميركية هي قرارات مجلس الأمن يجب تنفيذها .

انه التهديد الجديد لايران :

سلب أموال ما تبيعه ايران خارج سيطرة قرارات المقاطعة الاميركية ، وتنضم بذلك الى بريطانيا التي قررت محكمة قاضيها صهيوني بعدم تسليم فنزويلا ذهبا مودعا من قبل فنزويلا في بنوك انجلترا …. محاكمهم تسهل وتغطي جرائمهم ، فقد أصبحت محاكمهم جزء لايتجزأ من جهاز المافيا الحاكم .

والآن نرى أن اسرائيل ألغت مناورات كانت مقررة في شمال فلسطين المحتلة ، وبتقديرنا أن هذا الأمر هو تمثيلية لتغطية الأعداء لهجوم اسرائيلي يستهدف ( حسب مصدر اسرائيلي ) : “قواعد صواريخ دقيقة ومصانع صواريخ”، وحسب المصدر : “الاتفاق بين نتنياهو وترامب هو توجيه ضربة تشل حزب الله، وتتيح لفريق متعاون في لبنان أن ينتفض على سيطرة حزب الله السياسية ” .

الاعلام الصهيوني يركز على “رعب من رد فعل حزب الله الانتقامي لمقتل ضابط من ضباط حزب الله”، والحقيقة هي أن الاعلام الاسرائيلي مبرمج بحيث لاتخرج عنه كلمة الا من مطبخ الشين بيت والموساد … الكلام الاعلامي، هو جزء من تمويه خطة المعركة السريعة والواسعة ضد حزب الله .

وتحضر واشنطن لسلسلة من العمليات في سوريا والعراق ، وستحاول سد المعابر بين العراق وسوريا ، وستصعد من عمليات ارهابية واغتيالات داخل ايران .

وحسب مصادر موثوقة :

(فرق ارهابية داخل ايران أفرادها ايرانيون دربوا على يد اميركيين في السعودية والعراق والامارات ، ودرب بعضهم تحت غطاء صحفيين وتكنولوجيا الاعم في بيروت وعمان ) .

الجواب على كل هذا واضح … المقاومة مدعوة لاستخدام كل مالديها من حكمة وقدرة على المناورة ، والاتيان بما هو ليس في الحسبان .

لقد صمدت الجمهورية الاسلامية في ايران صمودا يعجز عنه الأبطال ، ليس هذا فحسب بل كالت للعدو بمكيال مواز لاعتداءاته ، والآن حان الوقت ليكون الكيل أثقل اذا كانت واشنطن وتل ابيب قد انتقلتا الى ضرب ايران في الداخل ، فليس سيئا أن يكون الرد في تل ابيب وواشنطن داخليا ، أي أن الوقت قد حان لضرب اسرائيل واميركا في كل مكان حتى تتراجع آلة العدوان الهوجاء .

كلا من نتنياهو وترامب يعيشان مأزقا في الحكم والادارة والقيادة ، والاثنان مطوقان بالمظاهرات المعادية ، والاثنان بحاجة الى الهروب نحو حرب خارجية لضمان استمرارهما في الحكم .

مصدر مخضرم في الشأن الاسرائيلي أفاد لي ” بأن هنالك مشكلة كبيرة بين نتنياهو والجيش ، وهنالك مشكلة بين جنرالات الجيش اذ أن وجهات نظرهم متناقضة ” ، وفوق هذا يضيف المخضرم : ” يعاني الجيش خاصة بعض الفرق الحساسة من شلل بسبب انتشار غير مسبوق لفيروس الكورونا ” .

ويضيف المصدر : ( لكن في مناقشة ” المناورات ” ثبت أن حزب الله يملك أسلحة لايمكن التصدي لها ) ، وعند سؤاله عن مثل حول ذلك ضحك وقال : ( الكاتيوشا مثلا لاتستطيع القبة والباتريوت التصدي للكاتيوشا ) ، وعند سؤاله حول أخطر ما يتوقعه الجنرالات قال :  (لايستطيع الجنرالات حتى الآن أن يعرفوا سلفا خطط حزب الله ، لذلك يحاولون بذل مزيد من الأموال لشراء عملاء في لبنان ) .

نعود الى شهر آب ، لقد مهد ترامب بجرائمه ، ونتنياهو بقرصنته الجو والأرض والبحر لرد هجومي لايتوقف تقوم بتنفيذه كل فصائل محور المقاومة ، وأنا على يقين أن الضربات الاولى سوف تصيب مثلا أهدافا اميركية واسرائيلية حساسة .

*كاتب وسياسي فلسطيني .