اعتبر القيادي بحركة فتح رأفت عليان، أنّ استهداف الاحتلال "الإسرائيلي" لكوادر فتح ورموز السلطة الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، دليل على إفلاس حكومة الاحتلال السياسي في ظل فشل مخططاتها بتطبيق سيادتها على أرض الواقع إلا بقوة العسكر.
وقال عليان في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ الاحتلال تبجح في السنوات الأخيرة بأنّ القدس جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وأنّها العاصمة التي أهدتها الولايات المتحدة لإسرائيل"، مُستدركًا: "لكنها على أرض الواقع فشلت في أسرلة المدينة المقدسة".
وبالحديث عن أهداف الاحتلال من اعتقال محافظ القدس عدنان غيث، قال عليان: "إنّ اعتقال غيث يُعد استهدافاً للصفة التي يحملها كممثل للرئيس محمود عباس في القدس، ورسالة للسلطة بأنّه لا يُمكن السماح لها أو للمنظمة بالتحرك في المدينة".
وأكّد على أنّ "إسرائيل" تستهدف كل فصائل العمل الوطني في مدينة القدس وعلى وجه الخصوص حركة فتح؛ لأنّها الأبرز في فرض السيادة الفلسطينية بالمدينة المحتلة والأكثر نشاطاً في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أنّ "إسرائيل" منذ إغلاق بيت الشرق في العام 2001 وحتى اليوم، تسعى لطمس الهوية الفلسطينية في المدينة عبر ضخ ملايين الدولات وبدعم أمريكي لفرض سيادتها؛ لكنّها فشلت في تغيير عروبة المدينة وإسلاميتها.
وتوقع عليان أنّ تتصاعد حملة الاحتلال الشرسة ضد الرموز الوطنية في المدينة المقدسة خلال الفترة المقبلة، عبر الاعتقال والقتل، وذلك بعد فشله في تنفيذ مخطط الضم الاحتلالي في الضفة والأغوار.
أما عن خيارات الفلسطينيين في القدس لمواجهة مخططات الاحتلال، رأى عليان أنّه لا خيار أمام المقدسيين إلا الصمود والتحدي والتجذر في الأرض.
وتابع: "الاحتلال يعلم أنّه كلما زاد بطشه ضدنا زادنا إصرارًا وعزيمة على التصدي والصمود؛ لأننا نعلم أنّ حربنا معه أصبحت ديمغرافية؛ عبر سياسته التي تسعى لتهجير الوجود الفلسطيني من القدس".
وختم عليان حديثه بالقول: "إنّ ما نتمناه من قيادتنا وسلطتنا الفلسطينية وفصائلنا، هو تعزيز صمودنا بوضعهم للقدس نُصب أعينهم وأنّ تكون بوصلتهم تجاه المدينة المقدسة، وأنّ يُدركوا بأنّ المعركة الأساسية في القدس تحسم الصراع مع إسرائيل".
ومددت محكمة إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، اعتقال محافظ مدينة القدس عدنان غيث حتى الخميس المقبل، دون الكشف عن التهم الموجهة له.
وقال محامي المحافظ، رامي عثمان: "إنّ محكمة الصلح الإسرائيلية بالقدس الغربية، مددت اعتقال المحافظ حتى الخميس المقبل"، مُشيراً إلى أنّه "يعتزم الاعتراض على هذا القرار لدى المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس الشرقية في وقت لاحق اليوم".
والأحد الماضي اعتقلت الشرطة الإسرائيلية المحافظ غيث بعد اقتحام منزله في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، فيما تُحقق الشرطة الإسرائيلية مع غيث بملف ترفض الكشف عن تفاصيله.
وبحسب وكالة أنباء "وفا" الرسمية، فقد "اُعتقل غيث من قبل قوات الاحتلال أكثر من 17 مرة منذ توليه منصب محافظ القدس عام 2018، كما تمنعه من دخول الضفة العربية، بذريعة تواصله مع القيادة الفلسطينية".
كما تشنّ السلطات الإسرائيلية بشكلٍ دائم، حملات ضد التواجد الفلسطيني الرسمي داخل مدينة القدس، وتشمل إغلاق مؤسسات واعتقال وإبعاد شخصيات.