تقرير أمريكي يُرجِّح زيادة الهجمات الإسرائيلية على سوريا لهذا السبب!

هجوم اسرائيلي على سوريا
حجم الخط

واشنطن - وكالة خبر

رجَّح تقرير صدر عن المعهد الأطلسي الأمريكي، ونشره اليوم الخميس، أن تزيد "إسرائيل" من هجماتها على سوريا خلال الفترة المقبلة لاستهداف منظومة الدفاع الجوي الإيرانية التي ستسلم إلى دمشق قريبًا.

وأوضح التقرير الذي أعده أستاذ الحكم والسياسة في جامعة جورج ميسون، مارك كاتس، أنه من غير المتوقع أن تسمح حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإيران وسوريا بنصب منظومتيهما الخاصة للدفاع الجوي.

وأشار إلى أن روسيا تعتبر المزود الأساسي لمنظومات الدفاع الجوي في سوريا، والقوات الروسية هي الوحيدة القادرة على تفعيل منظومات الدفاع الجويّ في القواعد العسكريّة، بحسب المعهد، الذي أضاف أن محاولات النظام السوري لاعتراض الصواريخ الإسرائيليّة أو الهجوم على الطائرات الإسرائيليّة "فشلت في معظمها"، وزعم المعهد أنّ الصواريخ التي زوّدت روسيا بها النظام السوري "قديمة جدًا، ولا تلائم السلاح الإسرائيلي المتقدّم".

ورغم أن روسيا زوّدت النظام السوري بمنظومات صواريخ متقدّمة، إلا أن المعهد يرجّح أنها بقيت تحت التحكّم الروسي ولا تزال غير عمليّاتيّة.

وأضاف التقرير أنّ التوقيع على الاتفاقيّة العسكريّة بين إيران والنظام السوري سيؤدّي كذلك إلى تصاعد التوتّرات بين إيران وروسيا حول سورية.

وأشار التقرير إلى عدة "مزايا إيجابيّة" لاحتكار موسكو الدفاع الجوي في سورية، منها على حد زعمه "ضبط النفس" الإسرائيلي في سوريا، رغم التنسيق العسكري بين "إسرائيل" وروسيا، خشية من وقوع أخطاء تقود إلى أن تسلّم الأخيرة أسلحة أكثر تطورًا للنظام السوري، مثلما حدث بعد إسقاط "إسرائيل" طائرة روسية قبالة اللاذقيّة عام 2018، كما ترغب "إسرائيل" بتجنّب أن تستهدفها روسيا بشكل مباشر.

وأوضح أنه رغم احتمال غضب سوريا وإيران من روسيا لعدم السماح لهما بالعمل أكثر لإحباط الهجمات الإسرائيليّة، إلا أنهما ما زالا يتعمدان على سلاح الجو الروسي لإدارة معاركهما ضد "أعداء الأسد الكثر"، "خصوصا عندما كانت نجاة نظام الأسد موضع شكّ، لم تكن إيران وسوريا في وضع يسمح لهما بنقاش هذا الموضوع مع موسكو".

ويستنتج التقرير أنه بينما رأى بعض المراقبين أنّ تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأخيرة عن سحب قوات روسية من سوريا تهدف إلى تهدئة الرأي العام الروسي، إلا أنها تهدف أيضًا إلى ضمان امتثالوريا س وإيران بعدم استفزاز "إسرائيل" لانخراط أكبر في سوريا.

ووفق التقرير، أدّى التقاعس الروسي، إلى "كبح إسرائيل" من جهة، و"كبح إيران وسوريا" من جهة أخرى، خشية من أن تميل موسكو إلى الطرف المقابل. لكنّ الوضع الآن اختلف، مع عدم قدرة معارضي الأسد على تهديد وجوده، حيث من المستبعد أن يلتزم الطرفان بالدعوات الروسيّة لضبط النفس.

وخلص التقرير إلى أنّه "إن اشتدّت حدّة الصراع الإسرائيلي – الإيراني في سوريا، فإن الولايات المتحدة، أيًا كان رئيسها، ستدعم "إسرائيل" بلا شكّ، ما سيمكن "إسرائيل" من أن تكون أقلّ حذرًا مما تريده روسيا" وهو ما سيؤدي إلى خيارين لموسكو في سوريا "إما الوقوف إلى جانب إيران أكثر، وتحويل الصراع في سوريا إلى أمريكي – إيراني" وهو ما يقدّر التقرير أن روسيا والولايات المتحدة لا ترغبان به، أو الخيار الآخر وهو "الوقوف جانبًا، والمخاطرة بازدياد النفوذ الإيراني في سوريا على حساب النفوذ الروسي".

واستنتج التقرير أنه في كلتي الحالتين ستؤدّي الاتفاقية المبرمة بين إيران وسوريا إلى تحول الصراع إلى إسرائيلي إيراني، ما يحدّ من قدرة روسيا على السيّطرة على ما يجري في سوريا، وهو ما "عرفته أمريكا بعد التدخّل الروسي في سورية عام 2015".