قال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، والعضو العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، جمال زحالقة، إنّ "إسرائيل" تُحاول استغلال حادثة انفجار مرفأ بيروت لمصالحها، من خلال عرضها المساعدة على لبنان الذي رفض الأمر؛ لذلك بدأت تتجه لدول العالم ليساعده.
انتهاء التوتر الأمني في الشمال
وأضاف زحالقة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ استفادة إسرائيل المباشرة من الانفجار، هي التوتر الأمني على الحدود الشمالية مع لبنان وقد انتهى؛ حتى لو قالت إسرائيل إنها تحافظ على التأهب العسكري هناك".
وأردف: "إسرائيل تُريد تهدئة جبهتها الشمالية لسنوات حتى تتفرغ لأمور أخرى؛ لكنّ لا أحد يعرف ماذا سيحدث في لبنان بعد شهرين على سبيل المثال؛ لأنّه من الممكن أنّ تتغير حالة الهدوء بالشمال في أيّ لحظة".
وكانت "إسرائيل" قد عرضت على لبنان تقديم المساعدات الإنسانية والطبية بعد وقوع انفجار بيروت، مساء يوم الثلاثاء الماضي..
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، تكليف مستشاره للأمن القومي بالاتصال مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، "لاستيضاح كيفية تقديم إسرائيل مزيداً من المساعدة للبنان".
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي،أفيخاي أدراعي، تغريدة جديدة له عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، مساء الثلاثاء، أكّد من خلالها على أنّ وزارتي الجيش والخارجية الإسرائيليتين توجهتا إلى لبنان بعرض تقديم المساعدات الإنسانية والطبية جراء انفجار بيروت.
وأوضح أدرعي أنّ "إسرائيل" عرضت على لبنان، عبر جهات أمنية وسياسية دولية، تقديم مساعدة إنسانية وطبية، بدعوى أنّها تتمتع بخبرة كبيرة في هذه المجالات، وأثبتت ذلك خلال بعثات إغاثة إنسانية عديدة في أنحاء العالم بالسنوات الأخيرة.
وفي الوقت نفسه أفادت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بأنّ "إسرائيل" تنفي كلياً ضلوعها في انفجار بيروت.
لا مصلحة لحماس وإسرائيل بالحرب
وبشأن إمكانية عودة التصعيد على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزّة مع تجدد إطلاق البالونات الحارقة تجاه مستوطناته، قال زحالقة: "إنّ إسرائيل تُريد الهدوء على جبهة القطاع، لكنّها تُهدد بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة تختلف عن سابقاتها وهي تُجهز الخطط العسكرية لاجتياح القطاع".
واستبعد إمكانية التصعيد في قطاع غزّة بالوقت الراهن، لعدم وجود مصلحة لـ"إسرائيل" بهذه الحرب، مُردفاً: "في ذات الوقت لا يوجد مصلحة لقيادة غزّة بهذا التصعيد أيضاً، أيّ أنّ الطرفين لا يُريدان الذهاب للحرب".
ومساء الخميس الماضي، قصفت طائرات الاحتلال بثلاثة صواريخ على الأقل موقعًا للمقاومة شمال قطاع غزّة، دون أنّ يُبلغ عن إصابات.
فيما زعم جيش الاحتلال أنّ استهداف الموقع يأتي ردًّا على إطلاق بالونات حارقة باتجاه مستوطنات ما يُسمى "غلاف غزّة".
خلافات نتنياهو لحماية نفسه
وعلى صعيد موازٍ رأى زحالقة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يُريد التهرب من المحاكمة بتهم الفساد الموجهة له، وذلك برفض إقرار موازنة لسنين كما يريد زعيم حزب "أزرق- أبيض" بينى غانتس، لافتًا إلى أنّ نتنياهو يُصر على خلق المشاكل واستمرار بقائه في الحكم.
ولفت إلى أنّ نتنياهو يستند لاستطلاعات الرأي العام التي تدعم كتلة اليمين التي ينتمى إليها في صراعه مع خصمه "غانتس".
وعن إحتمالية الذهاب لانتخابات رابعة، بيّن زحالقة أنّ كل السياسيين في "إسرائيل" لا يُريدون الذهاب لانتخابات رابعة، وأنّ نتنياهو الشخص الوحيد الذي يُريدها؛ لأنّها تُشكل خطرًا على أعضاء الكنيست الموجودين.
ولفت إلى أنّ الوضع الاقتصادي وجائحة كورونا تُهدد مسار الانتخابات؛ مُستدركًا: "لكنّ نتنياهو عنده حسابات شخصية سيثمرها لحماية نفسه".
ورجحت مصادر سياسية في "إسرائيل"، السبت، أنّ تُلغى جلسة الحكومة الأسبوعية المقررة اليوم الأحد، بسبب احتدام الخلافات بين قطبي الائتلاف الحكومي، حزبي "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و"أزرق- أبيض" بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس.
ويُطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "زعيم حزب الليكود" بميزانية لعام واحد، لكنّ وزير الدفاع رئيس الوزراء المناوب، زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، يُصر على إقرار ميزانية لعامين.
وفي حال عدم إقرار الميزانية حتى تاريخ 25 أغسطس الجاري، فعلى الكنيست "البرلمان الإسرائيلي" أنّ يحلّ نفسه وتُنظم انتخابات عامة بعد 3 أشهر.