اتفاق تاريخي ، يلعبون في الساحة الخلفية

حجم الخط

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان

نشر معهد كرنجي الواشنطني في السنة الاخيرة بانه توجد بيناسرائيل ودول الخليج تجارة بحجم اكثر من مليار دولار في السنة. قسم لابأس به من هذا الاتفاق يعبر عن صفقات في المجال الامني بين اسرائيلواتحاد الامارات. والاتفاق المتحقق الذي يخرج الى نور الشمس علاقاتسرية شهدت ارتفاعات وهبوطات منذ اتفاقات اوسلو، لن يغير من حيثالجوهر حجم العلاقة التجارية – الامنية القائمة على اي حال.

​ان المصلحة الاستراتيجية المشتركة الواضحة بين الدولتين تكمن عميقافي التعاون ضد ايران، حزب  الله ومنظمات الجهاد العالمي مثل داعش. والمستفيد المباشر من هذه  المصلحة، على مدى عقدين على الاقل هيالصناعة العسكرية وشركات اسرائيلية تعمل في  مجال الزراعة المتطورة.  غير أنه في السنتين الاخيرتين تطور افق جديد يسمح لاسرائيل بان تعمقاكثر فأكثر قاعدتها الاقتصادية – العسكرية في دول الخليج. فأبوظبي مثلاتسعى لان تنتقل من وضع  من يشتري السلاح الى منتج للسلاح. ومنذسنتين وهي تحاول رفع مستوى السلاح من الجيل القديم. ولهذا فانللصناعات الاسرائيلية، التي نشر في الماضي عن دورها في رفع مستوىطائرات اف 16 في اتحاد الامارات، مجال عمل واسع.

​ان  المنشورات عن علاقات عسكرية تجارية بين الدولتين تتحدث حالياعن مبيعات ومبيعات محتملة في مجالات مثل منظومات الدفاع ضدالصواريخ، السلاح الموجه الدقيق، بناء منظومة شاملة لحماية الحدود، بناءطائرات بدون طيار ومنظومات تكنولوجية لحماية الوطن – بما في ذلك العثورعلى الجهات المعادية داخل الدولة. لقد ساهمت اسرائيل، حسب  هذهالمنشورات، بالعلم وبالمنظومات في مجال السايبر والقتال الالكتروني ايضا. ان هذه القائمة المحترمة هي دليل على أن جهاز الامن، الذي يقر تصديراعسكريا سريا لدول الخليج ولا سيما لاتحاد الامارات يتعاطى معها كدول لاتشكل تهديدا على اسرائيل.

​ان  الاتفاق مع اتحاد الامارات سيعظم عناصر استراتيجية تتعلقبمواجهة اسرائيل للتهديد الايراني. فقد جلست ايران في ساحة اسرائيلالخلفية – في لبنان، في سوريا وفي غزة – وجعلتها قاعدة تهديد دائمة. وتواجد اسرائيليرسمي على أرض الامارات، قرب الحدود الايرانية، يخلقتهديدا اسرائيليا مشابها على ايران. وذلك اضافة الى الادعاء الايراني باناسرائيل تستغل اراضي أذربيجان قد تقض مضاجعها قرب الحدود. كيتكون هذه الساحة الخلفية ناجعة، مطلوب تعاون استخباري بين اسرائيلوالامارات، والذي يوجد منذ الان أغلب الظن. ان فتح باب الامارات الرئيسامام اسرائيل يجعل ايران أكثر  انكشافا بكثير امام العيون والآذانالاسرائيلية. العاب كهذه في الساحة الخلفية يمكنها أن تضعف المحورالشيعي المهدد.

​لقد وسع اتحاد الامارات في السنوات الاخيرة تدخله في الشرقالاوسط وفي شمال افريقيا، بما في ذلك بناء بنى تحتية مادية مثل قواعدعسكرية وموانيء  في دول مختلفة في المنطقة. من ناحية اسرائيل، فانحليفا كهذا، لديه فروع في اماكن الاحتكاك الاهم، هو  ذخر استراتيجي منالدرجة الاولى. فضلا عن ذلك، عمق اتحاد الامارات جدا فاعليته الدبلوماسيةفي السلطة الفلسطينية. فهم لا يطيقون ابو مازن، يمقتون حماس ويدعمونكل تيار براغماتي في السلطة يحاول التقدم نحو المصالحة. هذا احدالاسباب التي جعلت محمد دحلان يحظى هناك بمعاملة مفضلة.

​حتى لو كان الرد الفلسطيني الاول احراق صور بن زايد، ففي مسيرةاطول يمكن لدور اتحاد الامارات – بمساعدة منظوماته المالية الهائلة – انيلطف مستوى اللهيب.  ان اتفاقا علنيا مع الامارات يمكنه أن يشكل حجردومينو يشجع دول خليج اخرى على الانضمام الى اتفاق علني مع اسرائيل،ما من شأنه أن يؤثر في المدى المتوسط والبعيد ايضا على التسوية بيناسرائيل والفلسطينيين. التالية في الدول كفيلة بان تكون البحرين، وبعدهاالسودان وربما السعودية ايضا.