أكّد باحثون أوروبيون قاموا بدراسة تجارب المرضى، على أنّ فقدان حاسة الشم الذي يصاحب مصاب فيروس كورونا فريد ومختلف عن ذلك الذي يعاني منه شخص مصاب بنزلة برد أو بإنفلونزا.
وأوضح الباحثون في تقرير تم نشره اليوم الخميس، أن مرضى "كوفيد-19" عند معاناتهم من فقدان الشم، يكون ذلك مفاجئًا وشديدًا، لافتين إلى أنّ معظم المصابين بالفيروس يمكنهم التنفس بحرية، حيث لا يعانون في العادة أنفًا مسدودًا أو مزكومًا أو سائلًا، بحسب ما كتبت محررة شؤون الصحة "بي بي سي" عن الباحثين.
وقال االباحثون: "الشيء الآخر الذي يميزهم عن غيرهم هو فقدانهم "الحقيقي" للتذوق، والأمر ليس أن حاسة التذوق لديهم ضعيفة إلى حد ما، ولكنها معطلة تمامًا"، موضحين أنّ مرضى الفيروس الذين فقدوا حاسة التذوق لا يمكنهم التمييز بين المر أو الحلو.
ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن الفيروس الوبائي يؤثر على الخلايا العصبية المرتبطة مباشرة بحاسة الشم والتذوق.
وأشاروا إلى الأعراض الرئيسية لفيروس كورونا، وهي: ارتفاع في درجة الحرارة، سعال جديد ومستمر، وفقدان حاسة الشم أو التذوق، ويجب على أي شخص يعاني هذه الأعراض عزل نفسه والترتيب لإجراء اختبار المسحة للتحقق مما إذا كان مصاباً بالفيروس.
أبحاث حول الشم
أجرى الباحث الرئيسي البروفيسور كارل فيلبوت، من جامعة إيست أنغليا، اختبارات الشم والتذوق على (30 متطوعًا): عشر مصابين بـ"كوفيد-19" وعشر مصابين بنزلات البرد وعشر أشخاص أصحاء لا يعانون من أعراض البرد أو الأنفلونزا.
وكان فقدان حاسة الشم أكثر عمقًا لدى المصابين بفيروس كورونا، وأقل قدرة على التعرف إلى الروائح، ولم يكونوا قادرين على تمييز المذاق المر أو الحلو على الإطلاق.
وذكر البروفيسور فيلبوت الذي يعمل مع مؤسسة "فيفث سانس" الخيرية التي تم إنشاؤها لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشم والتذوق، أن هناك بالفعل سمات مميزة تميز فيروس كورونا عن فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.
وقال "هذا مثير للغاية لأنّه يعني أنه يمكن استخدام اختبارات الشم والتذوق للتمييز بين مرضى "كوفيد-19" والأشخاص المصابين بنزلات البرد أو الأنفلونزا العادية".
وأضاف أنّه يمكن للناس إجراء اختبارات الشم والتذوق بأنفسهم في المنزل باستخدام منتجات مثل القهوة والثوم والبرتقال والليمون والسكر.
وأكّد على أن اختبارات تشخيص الحلق ومسحة الأنف لا تزال ضرورية إذا اعتقد شخص ما أنه مصاب بفيروس كورونا.
وأضاف أن حاستي الشم والذوق تعود في غضون أسابيع قليلة لدى معظم الأشخاص الذين يتعافون من فيروس كورونا.
ودرس البروفيسور أندرو لين خبير في مشاكل الأنف والجيوب الأنفية في جامعة "جونز هوبكنز" في الولايات المتحدة كان هو وفريقه، عينات الأنسجة من الجهة الخلفية للأنف لفهم كيف يمكن أن يتسبب فيروس كورونا بفقدان حاسة الشم، وقد نشروا النتائج في مجلة (European Respiratory Journal) وحددوا مستويات عالية للغاية من الإنزيم الذي كان موجوداً فقط في منطقة الأنف المسؤولة عن الشم.
ويُعتقد أن هذا الإنزيم، المسمى (ACE-2 ) الإنزيم المحول لأنجيوتنسين II، هو "نقطة الدخول" التي تسمح لفيروس كورونا بالدخول إلى خلايا الجسم والتسبب في حدوث عدوى الأنف هو أحد الأماكن التي يدخل فيها الفيروس "سارس-كوف-2" المسبب لـ"كوفيد-19" إلى الجسم.
وعلّق البروفيسور لين على ذلك: "نقوم الآن بإجراء المزيد من التجارب في المختبر لمعرفة ما إذا كان الفيروس يستخدم بالفعل هذه الخلايا للوصول إلى الجسم وإصابته", مردفًا "إذا كان الأمر كذلك، فقد نكون قادرين على معالجة العدوى بعلاجات مضادة للفيروسات يتم توصيلها مباشرة من خلال الأنف".