يعول الكثير على نتائج الإنتخابات الأمريكية التي أصبحت على الأبواب وقد شوهد كم الصراع بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري والذي لم يشاهد من قبل بهذا الشكل من كيل التهم بين الحزبين إلى أن وصل الحد للكشف عن أمور سياسية وأخطاء قديمة وحديثة وصلت لحد أن سميت فيها هذه الإنتخابات بالصراع وليس التنافس على الفوز . والسؤال أين موقع القضية الفلسطينية في البرنامج الإنتخابي لكل منهما ؟!! للأسف الماضي والحاضر يثبت أن كلا الطرفين يجري ويلهث من أجل إرضاء دولة الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية .. فهم عبارة عن قطعة نقدية بوجهين لعملة واحدة وإن تجاوز "ترامب" من خلال سلوكه العلني ضد القضية الفلسطينية بضم القدس العربية للكيان الصهيوني والتنكر لقضية اللاجئين وقد لوحظ أن ترامب أقدم على هذه الخطوات في السنة الأخيرة لإقتراب موعد الإنتخابات مذكراً الكيان الصهيوني والجالية اليهودية في أمريكا أن بقائه في البيت الأبيض لمرة ثانية سيقدم لهم المزيد مثل الضم والضغط الأمريكي على العرب لإقامة علاقات مع دولة الكيان ..
وبهذه الطريقة يضمن الصوت اليهودي لصالح ترامب وما نلاحظه في البرنامج الإنتخابي للحزب الديمقراطي هو دعم مطلق لدولة الكيان الصهيوني وعلى إستحياء يعلن "بايدن" عن حل القضية الفلسطينية من خلال التفاوض بين الطرفين وهذا ما فعلته السلطة الفلسطينية منذ أوسلو دون جدوى وكان الكيان يتهرب ويتوسع في المستوطنات ويحكم الحصار ..
وما يدل أيضاً أن كلاهما لا يختلف عن الآخر عندما وجه أحد القائمين على حملة "بايدن" بالهجوم على "ليندا صرصور " وهي أمريكية من أصول فلسطينية وناشطة في حقوق المرأة وحقوق السود وهي مديرة تنفيذية سابقة للجمعية الأمريكية العربية في نيويورك وكانت دوماً تدافع عن القضية الفلسطينية للمقاطعة والإستثمار في دولة الكيان الصهيوني وكانت دوماً تتعرض للهجوم الصهيوني في أمريكا لنجاحها في مجال الحقوق والقضية الفلسطينية وهذا ما يؤكد أن كلاهما لا يختلف عن الآخر في دعم الكيان الصهيوني . على الشعب الفلسطيني أن يدرك جيداً أن بوابة أمريكا لم ولن تكون عادلة يوماً في حل القضية الفلسطينية . فهل تأخذ القيادة والفصائل في تقيم الحالة الفلسطينية الداخلية أولاً والخارجية ثانياً دون ذلك فالقادم أسوأ .
لأن القضية الآن في أسوأ حالها من إنقسام مزمن وعلاقات خارجيه وخاصة العربية بدأت تأخذ منحى سيئ والأخطر ولأول مره منذ إنشاء جامعة الدول العربية أن يرفض طلب للسلطة الفلسطينية بعقد إجتماع لجامعة الدول العربية. إن تلاطم الأحداث والمسارات حولنا تستدعي وقفة شجاعة وحكمة لإنقاذ ثورتنا وشعبنا من استمرار سنوات الضياع.