التطبيع الرسمي يسقط..التطبيع الشعبي يتعمق يا "نتنياهو"!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 منذ توقيع البيان الخاص بالعلاقات بين دولة الكيان والإمارات، ورئيس الحكومة الإسرائيلية لا يترك فرصة للنيل من "الفلسطيني"، وبكل صفاقة سياسية يتهمه بأنه من عرقل السلام في المنطقة، كلام متغطرس مستغلا حالة التردي العام في بلاد العرب، وتقليم "أظافر" الحركة الوطنية الفلسطينية.

نتنياهو، يتجاهل بشكل ساذج أن التاريخ ليس وليد لحظة، بل هو محطات لا تزول برغبة جاهل سياسي متغطرس أو فاشي، فما زالت صورة اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي اتجه لتوقيع سلاما مع الطرف الفلسطيني ماثلة، وهي تترنح برصاصة أحد أنصار نتنياهو، وهو ذاته من قاد مظاهرات وصفت رابين بالخائن، لأنه اختار "سلام" ولم يرفض الاستلام على الفلسطيني.

وبعيدا عن سيرته الشخصية المعادية للفلسطينية قضية وأرض وشعب، فهو لا زال يرفض الاعتراف باتفاق أوسلو رغم ما به من "مساومة تاريخية"، لكنه لا يبحث عما يصنع السلام مع أصل السلام، بل يذهب بعيدا عنه عله ينهي هوية أصل الرواية.

نتنياهو، الذي تحدث "منتشيا" عن سقوط الفيتو الفلسطيني على السلام لم يجرؤ الكشف عن دول عربية قال أنه زارها، ولو كان الأمر كذلك لما لم يمتلك الشجاعة ويعلن من هي، وما جبنه سوى نموذجا أن الأمر ليس كما يحاول تمريره بغباوة لا أكثر.

عدم القدرة على كشف من زار جبنا سياسيا، يؤكد أن الأمر أكثر عمقا مما يراه "الصبي السياسي"، والذي يضع كل السبل لأن تبقى دولته مطاردة قانونا بصفته مرتكبة "جرائم حرب"، وليته يقنع الشرعية الدولية بأنه غير ذلك، ولولا بعض الارتعاش الرسمي الفلسطيني، والانقسام الكارثي وفصائل النكبة المعاصرة، لكان أبرز قيادة الكيان مطاردين للعادلة بصفتهم مجرمي حرب.

وبعيدا عن ذلك، نسأل نتنياهو بعد الحديث عن "الإنجاز التاريخي"، بعد 53 عاما من زيارة السادات الى تل أبيب وتوقيع معاهدة سلام وصلح مع مصر، هل يستطيع نتنياهو وعائلته، أو أي موظف إسرائيلي معروف الوجه أن يسير كأي زائر الى مصر بشوارعها ويزور الأحياء الشعبية فيها، هل يجرؤ أن يتحدث بلغة عبرية في حارات مصر، بل في فنادقها العامة، وأي مكان سياحي بها.

لو تمكن نتنياهو وأي مسؤول إسرائيلي القيام بذلك عندها سنقول أن "الفيتو" العربي والفلسطيني سقط، وهل يتمكن أي منهم الذهاب الى وسط البلد في العاصمة الأردنية، ويجلس على أحد مقاهيها كسائح قادم ويتحدث مع من معه بلغته الأصلية ويكشف هويته، وهل يمكنه أن يضع إشارة علمه على صدرة ويسير سيرا "طبيعيا" في أي من الشوارع الشعبية العربية.

"التطبيع" ليس توقيع ورقة أو زيارة سرية أو علنية داخل عل معلبة، أو هبوط طائرة أو تبادل مصلحة ما، بل هي أن تقتنع شعوب الأمة العربية بأن إسرائيل دولة يمكن قولها التعيش بسلام، وهي تحتل أرض دولة فلسطين وعاصمتها المقدسة القدس.

معيار "التطبيع" هو القبول الشعبي بأي اتفاق كان ما كان، وبالمقارنة سقط اتفاق أوسلو إسرائيل عندما رفضته غالبية الإسرائيليين، الذين رأوا فيه تنازلا عن قلب إسرائيل ما يسمنونها "يهودا والسامرة"، فقتلوا من وقع وأسقطوا كل الموقع من ورق، وعادوا لما بهم دولة اغتصاب واحتلال ودولة جرائم حرب.

نعم هناك غصة سياسية كبرى، فيما يحدث تطبيعا مع من لا يستحق، لكن الأمر سيبقى معلقا في هواء الى حين إما رضوخ الكيان للاعتراف بفلسطين الدولة، أو يبقى مطاردا للعدالة بصفته كيانا مغتصبا ومجرما.

وستبقى المعادلة بين الفلسطيني والمحتل هي عمق الوعي الشعبي العربي الرافض للتطبيع، وليس ورقة وقعت تنتهي كما بدأت، بعد أن تتضح مسألة للبعض العربي أن "جدر" العداء السلام في ثقافة الكيان تفوق التقدير!

ملاحظة: الى طرفي المعادلة الفلسطينية الحاكمة... نفتخر دوما بمقولة الخالد أبو عمار بأننا "شعب "الجبارين"..فلا تستبدلوها بخجل أبدي لأن يقال عنا "شعب الشحادين"...افيقوا لو بكم ذرة حس بأنكم من بلدي!

تنويه خاص: حسنا فعلت صحيفة الغارديان بكشفها عن الخائن الذي فتح باب الطريق لعصابات صهيونية لاقتحام سجن عكا...الخيانة لا تزول بالقدم يا نتنياهو!