قال مدير منظمة الصحة العالمية في قطاع غزّة، د. عبد الناصر صبح، إنّه من المتوقع أنّ يشهد القطاع مزيداً من الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في أوساط المجتمع، لافتاً إلى أنّ منحنى الإصابات سيستمر في الارتفاع لفترة قبل أنّ يعود للثبات أو التراجع، وبالتالي الوصول إلى مرحلة ناجحة من تأخير انتشار الفيروس داخل المجتمع.
وعى الجمهور
وأكّد صبح في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" على أنّ النجاح في كسر حلقات تفشي الوباء؛ يعتمد بالدرجة الأولى على وعي الجمهور؛ فكلما زاد وعي المجتمع والتزامه بالإجراءات الوقائية كالحد من الحركة والتزام التباعد الاجتماعي، كلما أمكن السيطرة على بؤر تفشي الوباء في القطاع، وبالتالي كسر حلقات الانتشار.
ودعا الجمهور الكريم إلى ضرورة الالتزام التام بجميع التعليمات الصادرة عن الوزارات ذات العلاقة من أجل حمايتهم وحماية المجتمع من خطر الفيروس.
تعزيز قطاع غزة بإمدادات طبية
وبالحديث عن دور منظمة الصحة العالمية في دعم القطاع الصحي بقطاع غزة في ظل تفشي وباء كورونا، قال مدير منظمة الصحة العالمية في القطاع: "إنّ المنظمة سلّمت بالأمس شحنة كبيرة من المعدات والمستلزمات الطبية لوزارة الصحة في غزّة، والتي احتوت على أجهزة تنفس صناعي ومكثفات الأوكسجين".
وتابع: "منظمة الصحة العالمية سلّمت صحة غزّة أيضاً أكثر من 10 آلاف مسحة لجمع عينات من المصابين أو الحالات المشتبه إصاباتهم أو مخالطين لمصابين بفيروس كوفيد-19، بالإضافة إلى الآلاف من معدات الحماية الشخصية كالكمامات والقفازات والألبسة وأقنعة الوجه الطبية".
وشدّد صبح على أنّ القطاع الصحي في أمس الحاجة لمثل هذه المستلزمات والمعدات والتي لم تتوقف المنظمة عن الإمداد بها في حدود الإمكانيات المتاحة، مُوضحاً أنّه منذ مارس الماضي قامت المنظمة بتوريد بعض الأجهزة والمعدات للمستشفى الذي حددته وزارة الصحة للتعامل مع مرضى كوفيد-19.
وأردف: "تم تعزيز قطاع غزّة خلال الشهر الماضي بالعديد من المعدات والأجهزة الطبية لمواجهة جائحة كوفيد-19، منها 4 أجهزة فحص "PCR" لتمكن الطواقم في غزّة من إجراء أكثر من 1500 عينة خلال 24 ساعة".
واستدرك صبح: "المنظمة زودت وزارة الصحة في غزّة بدليل تفصيلي متعلق بآلية اكتشاف الحالات والتعامل معها، وليكون أحد المراجع من أجل إعداد البروتوكولات والخطط قبل تفشي الفيروس أو في حالة انتشاره كما هو الحال الآن".
تدريب كوادر الصحة في القطاع
ولفت إلى أنّ المنظمة تقوم في الوقت الحالي بالمتابعة مع وزارة الصحة حول تفعيل البروتوكولات المناسبة حسب معطيات كل مرحلة، مُؤكّداً على أنّ منظمة الصحة العالمية تُراقب وتُقيّم الوضع الوبائي في قطاع غزّة والخطط المعمول بها.
وبيّن أنّ المنظمة قامت بدعم الوزارة في جميع التدريبات التي نفذتها بهدف تدريب وتأهيل الكوادر ورفع كفاءتهم في التعامل مع الحالات المصابة أو المشتبه بإصابتها.
وختم صبح حديثه بالقول: "لا زال هذا الدور قائماً حتى بعد اكتشاف حالات مُصابة داخل المجتمع، فاليوم على سبيل المثال تقوم المنظمة بدعم تدريب 716 كادراً من وزارة الصحة في مختلف المحافظات لتأهليهم على الاستجابة للمرحلة الحالية بأعلى كفاءة ممكنة".
يُذكر أنّ منحنى تسجيل الإصابات بفيروس كورونا في قطاع غزّة يُواصل الارتفاع بشكلٍ كبير، حيث وصل إجمالي المصابين منذ مارس الماضي إلى 1356 إصابة منها 1233 حالة نشطة، و114 متعافياً، و9 حالات وفاة، في ظل ضعف الإمكانات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 14 عاماً.