الشباب هم جزءٌ مهم كبير ومهم في تركيبة المجتمع الفلسطيني، وهم عماد هذا المجتمع وأساس تطوره وبناءه، لكن الأوضاع المحيطة بهم سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو اجتماعية، في قطاع غزة، ساهمت في تراجع أدائهم وتطلعاتهم نحو المستقبل الذي بدا عليه الضبابية في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشوها.
فالجيل التسعيني الغزي ولد من رحم المعاناة؛ عاش الانتفاضة الثانية وعدة حروب تخرج منه الكثير من الشباب ذو خبرة وكفاءة عالية ولم يستطيع أحدهم الحصول على وظيفة سواء حكومية أو غير حكومية في الضفة أو غزة هذا نتيجة الانقسام البغيض؛ فعند الإعلان على أي وظيفة أعمارهم لم تسمح لهم في التقديم وفق الشروط المعلنة عكس ذلك فجيل 2000 يسمح لهم ؛ فهذا آثار غضبا كبيرا لديهم.
الشابة مي رباح البالغة من العمر 24عاما خريجة لغة عربية هي واحدة من الآلاف من جيل التسعينات لم تحصل على فرصة عمل وكان أملها أن تحقق مستقبلها وطموحها لتكون معلمة تنفع الأجيال السابقة.
وتقول لدي اخوة شباب خريجين جامعات أعمارهم تتجاوز الـ25 ربيعاً لم يسمح لهم في التقدم لأيّ وظيفة فأصبحت حياتهم تضيع هدراً؛فمنهم من يعملون عمل يومي ويحصل على مبلغ لم يستطع أنّ يكفي نفسه.
وتُضيف أنّ سرعان ما اصطدمت عند تخرجي بواقع البطالة وحصول الجيل الأصغر مني على فرصة عمل فهذا أصبح ألم وغصة في القلب لدي ولدى الكثير من أبناء هذا الجيل، متسائلةً ماذا عني وعن أبناء جيلي مواليد التسعينات؟؟
أما عن نشطاء على الفيس بوك أطلقوا على شرطة جيل 2000 بلقب الأطافيل؛ يقولون هؤلاء يحق لهم التوظيف ويستطيعون العمل ونحن لا.. لمتى هذا الحال يا قادة ويا مسؤولين؟
وأعلنت وزارة الداخلية بغزة سابقاً، قرارها استيعاب 2500 منتسب جديد، وفقاً لأحكام قانون الخدمة في قوى الأمن.
وفتحت الوزارة باب التجنيد في قوى الأمن الفلسطينية، لكافة المواطنين الراغبين بالعمل في الوزارة، ممن تنطبق عليهم شروط ومعايير معينة أبرزها ، غير محكوم بجناية أو جنحة مُخلة بالشرف والأمانة، تحصيله العلمي بحد أقصى ثانوية عامة، أن يتمتع باللياقة الصحية للخدمة العسكرية، ألا يقل طول المتقدم عن 170 سم، وأن يتناسب وزنه مع طوله، إلى جانب أن يجتاز الاختبارات المقررة.
فمن حق جيل التسعين -بل يجب عليه- أن يطالب بحقوقه في التوظيف، فهو جيل لم يجرم ولم يذنب، سوى أنه الجيل الذي أنهى دراسته الجامعية بعد أن استقر أمر الانقسام، وبلغ الحصار ذروته، فلم ينَل هؤلاء الشباب حظهم من التوظيف، ويقترب هؤلاء الشباب من عمر الثلاثين
فمن الناحية السياسية ساهم الانقسام الفلسطيني في طمس معالم طموحاتهم، ودفن قدراتهم وخبراتهم العالية في باطن الأرض، دون تطلع القوى والفصائل الفلسطينية إليهم بأنهم إحدى قواعد المجتمع، بل نظر كل تنظيم إلى أبناءه، حتى ولو كانوا أقل خبرة وكفاءة من الشباب الذي لا حول لهم ولا قوة (لا ينتمون إلى أي حزب)، وفي بعض الأحيان لا يحمل ابن التنظيم أو الحركة أي شهادة علمية تؤهله إلى تبوء مكانة وظيفية هو بالأساس لا يستحقها