بقلم.. باسل جعرور

الإحتيال الأمريكي

باس
حجم الخط

وكالة خبر

لا تتوانى الإدارة الأمريكية عن ممارسة أقذر أساليب الإحتيال السياسي على الشعوب العربية وحكامها، بهدف خلق حالة من التشرذم والشكوك تفضي إلى تخوين الكل للكل، بما يلبي الحفاظ على طفلتها المدللة "دولة الاحتلال الإسرائيلي" وحماية مصالحهم المشتركة من تشكل إرادة عربية وشعبية موحدة تهدد مصالحهم ووجودهم، وتنسف ملامح الوهن والعجز والخنوع للنفوذ الأمريكي وتحجم دوره في المنطقة.

وضمن سياسة الصفار والخبث الأمريكي التي تستهدف خلق حالة من البلبلة حول بعض الرموز القومية العربية والفلسطينية خاصةً، وترويع بعض اللاهثين خلف المناصب والمواقع القيادية، من خلال التلويح بمنافس قوي وتقديمه على أنه سفاح يمتشق سيفاً بتاراً سيحصد كل الرؤوس، خرج اليوم السفير الأمريكي في دولة الاحتلال ديفيد فريديمان بتصريحاتٍ مسمومة، مضمونها أن الإدارة الأمريكية تفكر في الأخ محمد دحلان كزعييم للفلسطينيين، في إشارة وهمية مبطنة تهدف إلى ترويع المتناحرين على الظفر بحكم المقاطعة، والتلويح بسراب لا أساس له يتحدث عن إمكانية دعم الإدارة الأمريكية للأخ محمد دحلان وتقديمه على أنه خليفة لأبو مازن وشريكاً لها في مشاريعها التصفوية، وهذا لا يتعدى حدود الزيف والوهم الأمريكي، وهو كلامٌ عارٍ عن الصحة هدفه دفع الطامعين بخلافة أبو مازن للهرولة نحو الإدارة الأمريكية لتقديم أوراق "حسن سير وسلوك" وفوقها أطناناً من التنازلات، في سبيل نيل على الدعم الأمريكي للظفر برئاسة شكلية للمقاطعة المستباحة أصلاً.

لقد أكد الأخ محمد دحلان في مراتٍ عديدة على عجز أي قوةٍ في الأرض على فرض أي خيار على الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال، وأن الطريقة الوحيدة التي يقبلها هذا الشعب لاختيار قيادته هي الإحتكام لصندوق الانتخابات وحده، محذراً من الوقوع في حفرة الأكاذيب الأمريكية والإنسياق مع أطروحاتهم الوهمية بالالتفاف على الإرادة الشعبية لجماهيرنا الحرة.

كما وعبر الأخ محمد دحلان من خلال سلوكه في التعامل مع الأحداث والقضايا الوطنية على عدم إمتلاكه لأي مطامع رئاسية عكس كل ما يشاع من أمريكا وألسنتها ومناديبها، فالأخ محمد دحلان أكثر من نادى بتحقيق المصالحة الوطنية ممهداً الطريق نحو ذلك من خلال سعيه للوصول إلى تحقيق المصالحة المجتمعية بين أهالي ضحايا الإنقسام البغيض، والتفاهم مع حماس للإفراج عن المعتقلين السياسيين من سجون غزة، ويعبر عن دعمه منقطع النظير لأي خطوة على درب المصالحة، متخذاً بالمقابل خطواتٍ إلى الخلف لإفساح المجال أمام الجميع للوصول إلى إتفاق، متنازلاً عن كافة الإستحقاقات والامتيازات في أن يكون شريكاً في عملية صياغة المرحلة السياسية المقبلة.

ختاماً، إن الأخ محمد دحلان لم يتصدر المشهد السياسي الفلسطيني بمعزل عن الإرادة الشعبية التي إختارته ليكون نائبها في المجلس التشريعي، ولا بمعزل عن إرادة القواعد الفتحاوية التي إختارته ممثلاً عنها في اللجنة المركزية لحركة فتح، ولا بمعزلٍ عن محبيه ومناصريه في الضفة وغزة والشتات، وهو أكبر وأذكى من القبول بأن يكون خياراً لأحد سوى الشعب الفلسطيني، وقد أعلن منذ البداية وإلى غاية اليوم أنه لم ولن يتجاوز الإرادة الشعبية.