12 تشرين الأول 2015
بقلم: ران ادلست
كما هو متوقع، فإننا ننجر الى دائرة دموية أوسع تشمل غزة واسرائيل نفسها. معظم الجنس البشري – في اوضاع القصف الذي لا يتوقف من روتين العنف يدخلون الى الخنادق، ولا سيما الجنس البشري الاسرائيلي. اما أنا فهذا لم يحصل لي، هذا لن يحصل لي. هيا – أين محل الحمص الافضل في المدينة؟ السؤال هو متى سينفجر الخوف المتراكم والتهديد المنكشف في هذه الحرب متعددة الجبهات، وفي أي اتجاه؟
الجواب الاكثر أهمية وتشويقا هو الجواب الجماهيري السياسي المترافق وانتفاضة الرجم والطعن الحالية. فهل ثمة في اعقاب الموجة الاخيرة تصعيد في التراص حول رئيس الوزراء أم ربما يلوح فهم حول مسؤولية الحكومة عن اندلاع الاضطرابات؟ بمعنى، هل يتجه اصبع الاتهام ليس فقط نحو الفلسطينيين أم أيضا نحو من تعهد بتوفير الامن ويوفر فيلما متحركا من اللحوم النازفة.
تأتي ردود الفعل المفهومة من تلقاء ذاتها من اليمين ومن اليسار، ولكن رد الفعل الاكثر تشويقا يأتي من المركز الامتصاصي. سؤال واجب آخر هو ما هو الاثر الانتخابي، اذا كان على الاطلاق، لتأثير الاحداث على انماط تصويت الجمهور. مفهوم ان للتواصل وللامتداد الزمني لاحداث العنف ثمة تأثير على الاجوبة وطبيعتها، ولكن الاجوبة الآن كفيلة بأن تشير الى الاتجاه في المستقبل.
ظاهرا، رد الفعل الجماعي هو الاحتشاد حول رئيس الوزراء. فالموجة الاخيرة يفترض أن تعزز بنيامين نتنياهو وما كان هو ما سيكون. الحكومة نفسها غير مهددة من اليسار لأنه عندما يكون اليهود مهددين يسير اليسار على الخط مع اليمين من خلال الجيش الاسرائيلي وباقي وسائل قمع المظاهرات (التي آثارها بالمناسبة معاكسة «للامن»). هذه هي مأساة اليسار، ومأساة اليمين هي أن ليس لديه جواب الا اذا كان «حكم شارع الواد كحكم شارع ابن جبيرون» (بينيت).
للعنف الفلسطيني اسناد وطني. فبعد 40 سنة من الضغط، بالتوازي مع 40 سنة من التطلع للتحرر من الضغط وللاستقلال يريد الشعب الفلسطيني التخلص من العبء الاسرائيلي، وهو مستعد ليزيحه بضربة سكين ايضا. وكما يبدو هذا اليوم فانه مستعد ليتلقى العقوبات الجماعية التي تفرضها حكومة اسرائيل عليه بسبب انفجارات العنف. وحتى لو نشروا آلاف كاشفات المعادن وعشرات آلاف الكاميرات في ارجاء القدس والضفة (احد ما هنا سيحقق مكاسب كبيرة) فان «للارهاب»، كما يسميه ويشعر به الجمهور اليهودي، أو «لحرب الاستقلال»، كما يسمي الفلسطينيون موجات العنف هذه، ثمة الف وسيلة ووسيلة ووجه لتحقيق نفسه. شيء واحد واضح: الرغبة الفلسطينية في تغيير الوضع بوسائل العنف هي هنا معنا، طالما استمر الاحتلال، وهي لن تذهب الى أي مكان أكثر هدوءا.
الانتخابات وحدها تحسم بين السياسة الحالية وبين السياسة، التي الى جانب وسائل الامن ستدير مفاوضات حقيقية للتسوية. لا حاجة للفزع. فالوضع الحالي مثير للفزع واكثر فتكا من الانتخابات. السؤال هو اذا كنا سننتصر على «الارهاب» بالقوة وبالقبضة أم بالعقل وبالقلب؟
عن «معاريف»