كتب مدير التحرير أ. صالح النزلي

أوقفوا جشع تجار الكهرباء البديلة في غزّة!!

صالح النزلي
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

قطاع غزّة البقعة الفلسطينية الصغيرة المحاصرة منذ 14 عاماً وما يزيد وتُعاني ويلات الحصار والفقر والبطالة في ظلٍ واقعٍ اقتصادي وحياتي يُرثى له، والتي لا تكاد تخلو من أزمات يفتعل غالبيتها الاحتلال "الإسرائيلي"، ولكنّ بعضها من صنيعة أبنائها.

أزمات متلاحقة تعصف بالقطاع المحاصر والتي كان آخرها نقص الكهرباء في ظل تفشي وباء "كورونا" وارتفاع درجات الحرارة وفرض الإغلاق وحظر التجوال في كافة المحافظات والذي يستوجب من المواطنين التزام بيوتهم، ومع نقص الكهرباء تلجأ بعض العائلات إلى استخدام "الكهرباء البديلة" التي يُباع الكيلو وات منها بسعر 4 شيقل أيّ ثمانية أضعاف كهرباء الشركة التي يُباع الكيلو وات منها بنصف شيقل فقط.

وبعد إعلان سلطة الطاقة في غزّة عن تنظيم عمل مولدات "الكهرباء البديلة" أقرت مؤخراً سعراً مُوحداً لكافة العاملين في "الحرفة" بواقع 2.5 شيقل لكل كيلو وات، الأمر الذي دفع بأصحاب المولدات للإعلان عن وقف عملهم لمدة يومٍ واحد احتجاجاً على قرار سلطة الطاقة، وفي خطوةٍ مباركة من الجهات الحكومية بقطاع غزّة أوقفت الممتنعين عن تشغيل المولدات وأجبرتهم على إعادة تشغيلها وفق القرار الأخير، وهو ما أدى لارتياح المواطنين من هذه الخطوة التي عاد بموجبها خطوط الكهرباء البديلة لحوالي 60 ألف مستفيد منها في القطاع.

صباح السبت 2020/9/19م وفي خطوة مفاجئة أقر أصحاب المولدات ساعات جديدة لعملهم بما لا يُناسب الحرف والأعمال الصباحية، التي تعمل على الكهرباء البديلة في ساعات انقطاع كهرباء الشركة، وذلك في مخالفة واضحة لتعليمات سلطة الطاقة وفي تعدٍ صارخ على حقوق المشتركين الملتزمين معهم بالحصول على الخدمة ودفع قيمتها منذ سنوات، ودون أيّ مراعاة للواقع الصعب الذي يمر به قطاع غزّة بفعل الحصار وتفشي وباء كورونا وارتفاع درجات الحرارة.

قد يبدو الأمر بسيطاً للبعض ولكنّه في غاية الأهمية لكثيرٍ من الحرف خاصةً تلك التي تتخذ من ساعات الصباح وقتاً لأداء غالبية أعمالها، مثل المكاتب والشركات والمصانع وغيرها، والتي نحن كمكاتب صحافة جزءًا منها، حيث تتركز غالبية استهلاك الخطوط البديلة في ساعات الصباح، وبذلك تصبح تلك المولدات عديمة الجدوى.

ما يُثير الغضب هي التهديدات التي يُطلقها أصحاب تلك المولدات بوقف خدماتهم وابتزاز المواطن واستغلال حاجته للكهرباء، على الرغم من توضيح سلطة الطاقة أنّ تكلفة الكيلو وات الواحد هي شيقل ونصف الشيقل، وبذلك تكون قد وضعت لهم هامش ربح شيقل واحد لكل كيلو وات.

جشع واستغلال لحاجة المواطن في ظل تفشي وباء كورونا وكثير من الأزمات التي تعصف بالمجتمع الغزّي، والتي تستدعي من أصحاب المشاريع الوقوف إلى جانب أبناء شعبهم لا نحرهم وتهديدهم والسعي لتحقيق أكبر قدر من الربح على حساب المواطن المنهك مادياً بفعل أزماتٍ كثيرة.

وفي المقابل أعلن اتحاد المقاولين الفلسطينيين عن استعداده لبدء استثمار أعضائه في مجال الكهرباء البديلة لتغذية منازل المواطنين بالكهرباء اللازمة لهم في ساعات انقطاع كهرباء الشركة مع الالتزام بالتسعيرة التي حددتها سلطة الطاقة، وانطلاقاً من أهمية فتح باب التنافس والذي سيكون له أثر كبير في تخفيض الأسعار، لا بد من دراسة هذا العرض الذي يُنظر له بعين التقدير وسعي الحكومة والجهات المختصة لدراسته وبدء العمل به مباشرةً بما يخدم أبناء شعبنا في قطاع غزّة.

ختاماً فإنّ الضرر الذي يتعرض له المواطنين من أصحاب مولدات الكهرباء البديلة، يستدعي من الجهات الحكومية في قطاع غزّة تطبيق قرار تحديد سعر الكيلو وات الواحد من الكهرباء وتنظيم عملها ودراسة عرض اتحاد المقاولين الفلسطينيين من أجل خلق حالة تنافس في هذا المجال.