خلال أقل من خمس ساعات شن جنود الاحتلال حربا على المتظاهرين الذين هبوا لنصرة الأقصى، قرب حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس، عقب دعوات الكتل الطلابية في جامعة النجاح الوطنية، ما أسفر عن إصابة نحو 69 مواطنا بالرصاص.
حسب مصادر طبية، بين هؤلاء المصابين صحفي ومسعف، وثلاثة مصابين وصفت حالاتهم بالخطيرة، وجميعها نقلت إلى مستشفيات مدينة نابلس.
مشهد انتشار جنود الاحتلال واتخاذهم مواقع قنص المتظاهرين في أعلى التلال المحيطة بالحاجز العسكري وشارع القدس من الجهة الغربية، أعاد للأذهان بدايات انتفاضة الأقصى والهبة الجماهيرية آنذاك، عندما امتلأت المستشفيات بالمصابين، وتعالت أصوات أبواق مركبات الإسعاف التي لم تهدأ لحظة، حيث تعمد الاحتلال إطلاق النار حتى على من كانوا يحاولون نقل المصابين لحظة إصابتهم.
التقرير الأمني لمحافظة نابلس، تناول أسماء المصابين يوم أمس، بالتفصيل وطبيعة إصابة كل منهم، واستهداف مركبات الإسعاف في الميدان، اضافة إلى الاقتحامات واعتداءات المستوطنين.
مدير مركز الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر بنابلس عبد الحليم جعافرة، قال 'إن طواقم الهلال الأحمر كانت على استعداد تام للتعامل مع المصابين، حيث تم توفير 10 سيارات إسعاف مع طواقمها، وأكثر من 50 متطوعا تواجدوا على حاجز حوارة خلال المواجهات، كما تمت الاستعانة بأربع سيارات إسعاف أخرى خاصة، تعمل تحت إشراف الهلال الأحمر، كونها الجهة المخولة بالإسعاف'.
وأشار إلى أن العنف من قبل جنود الاحتلال مبيت ومباشر تجاه المواطنين، حيث بادروا بإطلاق الرصاص الحي مباشرة ، الأمر الذي أدى إلى إصابة 69 مواطنا، منهم 66 بالرصاص الحي، غالبيتهم أصيبوا في الأطراف السفلية، فيما أصيب ثلاثة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بينهم مسعف أصيب خلال تقديمه الخدمة، موضحا أن ثلاثة من المصابين وصفت حالاتهم بالخطيرة.
وأضاف جعافرة أن قوات الاحتلال استهدفت سيارتي إسعاف بالرصاص الحي، ما أدى إلى إعاقة العمل وتقديم الخدمة الإنسانية للمواطنين، وهو اختراق وانتهاك للقانون الدولي الإنساني ومواثيق جنيف، التي أكدت على توفير الحماية للطواقم الطبية وتسهيل مهامها'.
وأوضح أن طواقم الهلال الأحمر تعرضت لـ57 اعتداء منذ بداية الأحداث الاخيرة، منها 37 استهدافا للطواقم العاملة في الميدان، واستهداف 20 سيارة إسعاف، مؤكدا تسجيل 24 عملية إعاقة لأداء مهام طواقم الهلال في المواقع.
وزارة الصحة وحسب بيانها، أشارت إلى أن عدد الإصابات على حاجز حوارة فاق قدرة استيعاب المستشفيات الحكومية في نابلس، الأمر الذي جعلها تقوم بتحويل عدد من المصابين إلى مستشفيات خاصة لتقديم العلاج لهم.
وذكر البيان أن 32 مصابا أدخلوا إلى مستشفى رفيديا، وتم تحويل مصاب واحد إلى مستشفى النجاح الوطني، فيما وصلت مستشفى الاتحاد 5 إصابات بالرصاص الحي، أما مستشفى نابلس التخصصي فاستقبل 7 إصابات بالرصاص الحي، والمستشفى العربي التخصصي 9 إصابات بالرصاص الحي.