ليس اتفاق سلام

حجم الخط

يديعوت– بقلم اليكس فيشمان

هذه ليست مؤشرات سلام، ليست تطبيع ولا  حتى مؤشرات غاز. ما يقف خلف الموافقة اللبنانية على استئناف المحادثاتمع اسرائيل حول الحدود البحرية هو فقط مؤشرات جوع، ضائقة اقتصادية وتفكك اجتماعي وسياسي لبلاد الارز.  

منذ عقد واسرائيل ولبنان يجريان مباحثات على مساحة الخصام البحري، التي تسمى بلوك 9 وتقع  على مساحة 850 كيلو متر مربع. بحثت اسرائيل عن حل وسط بوساطة امريكية إذ أنه عبر مؤسسات الامم المتحدة كان لها احتمال كبير بان تفقد مساحة ما، بينما اللبنانيون طلبوا تحكيما دوليا  من خلال الامم المتحدة على أن  يكون الامريكيون  مراقبين  فقط. فضلا عن ذلك، اراد لبنان  ربط ترسيم الخط البحري مع تعديل خط الحدود البري الحالي مع اسرائيل، والذي لا ترضى به حكومة لبنان وبالاساس لا يرضى به حزب الله.  منذ 2012  كانت اسرائيل  مستعدة لان تنقل  الى لبنان، حل وسط، اكثر من 50 في المئة من بلوك 9 اياه. اما اللبنانيون، وفي واقع الامر حزب الله – فقد رفضوا. ومنذ ذلك الحين حاول اللبنانيون التوقيع على عقود مع شركات دولية للتنقيب عن الغاز – من فرنسا، من ايطاليا واساسا من  روسيا– ولكن اسرائيل  اوضحت لهذه  الشركات بان لا معنى ان تبدأ بالتنقيبات فتراجعت.  في بداية 2019 دخلت حكومة لبنان، التي كانت في حينه برئاسة الحريري، في  أزمة اقتصادية وطرح الموضوع مرة اخرى على الطاولة. كما ان حزب الله الذي  رأى في ارباح الغاز حلا لازمته الاقتصادية، تراجع لاول مرة واصدر ضوء اخضر للحكومة اللبنانية لاجراء مفاوضات مع اسرائيل، فيما قطع قصة الحدود البحرية عن الخلاف حول ترسيم الحدود البرية. وكان هذا من ناحية اسرائيل انجازا. اضافة الى ان  الوسيط هو الولايات المتحدة بحضور الامم المتحدة وليس العكس. ومنذ ذلك الحين تواصلت الاتصالات لبدء المحادثات.

في اثناء السنة الاخيرة انهار الاقتصاد اللبناني. والحاجة للوصول الى تسوية سريعة تسمح ببدء التنقيبات عن الغاز، الذي سيملأ صندوق الدولة وصندوق حزب الله، اصبحت ملحة. فاحتمالات الغاز امام الشاطيء  هي الذخر الوحيد الذي يمكن للبنان ان يعرضه  اليوم كضمانة لتلقي المساعدة الاقتصادية من العالم. ومن ناحية اسرائيل  هذه فرصة جيدة للتوصل الى حل وسط تسعى اليه منذ عقد.

لمثل هذا الاتفاق كفيلة ان تكون آثار استراتيجية بعيدة المدى. فهو يمكنه مثلا ان يخلق تعاونا اقليميا لتصدير الغاز الى اوروبا. فضلا عن ذلك، يقول المنطق انه اذا كانت تجري  مفاوضات على هذا القدر من الاهمية للبنان، فان حزب الله سيحافظ على الهدوء على الحدود على الاقل في المدى القصير. ولكن في هذه  الاثناء لا يوجد اي مؤشر، وبالتأكيد ليس في خطاب نصرالله هذا الاسبوع، يشهد على أن  حزب الله يخفض  التوتر على الحدود.