قالت منظمة الصحة العالمية، إن الأعراض بين الإنفلونزا وفيروس "كورونا" تكاد تكون متشابهة، إضافة لطريقة العدوى وانتقال المرض بين الأشخاص أيضًا.
ومع اقتراب موسم الشتاء، وهو موسم الإنفلونزا العادية، يظهر سؤال يثير اهتمام المواطنين، وهو كيفية التفرقة بين أعراض الأنفلونزا العادية وفيروس "كورونا" المستجد، وخاصة أنها يتقاطعان في أكثر من 95% منها.
أفاد مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة سامر أسعد، في تصريح خاص لوكالة "وفا" الفلسطينية، بأن أهم شيء يجب فعله في موسم الشتاء هو توعية المواطن بضرورة ألا يكون لدينا حالة من الهلع والخوف من الأعراض التي قد تظهر، فأعراض الإنفلونزا موسمية.
وأضاف: "نحن نتحدث عن فيروس تتشابه أعراضه كثيرًا مع الإنفلونزا، لذلك نوصي المواطنين في حال ظهرت لديهم أعراض، ولا يستطيع التفريق أهي كورونا أم إنفلونزا، بأن يحجر نفسه، ويراقب وضعه الصحي بعد أخذ المسكنات والسوائل لعدة أيام، ولا داعي للخوف أو الذهاب لمراكز الطوارئ والعيادات، وبعد ثلاثة أيام يتضح المرض، وإذا كان انفلونزا يتحسن المريض تدريجيًا.
وتابع: "هنالك بعض الأمور التي يفضل على الشخص الذهاب لإجراء فحص كورونا، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة، كالكلى والسرطان وغيرها، وهذه الحالات إذا ما تم بدء العلاج معها مبكرًا، فقد تتأثر من المضاعفات".
بدوره، أشار رئيس ديوان وزيرة الصحة د. علي عبد ربه، إلى أننا قادمون على موسم الشتاء، والذي تتقاطع فيه أعراض الانفلونزا العادية مع أعراض فيروس كورونا المستجد في أكثر من 95%، ولكن الأخير تكون أعراضه أكثر حدة مثل القيء، والاسهال ويصاحبها فقدان لحاسة الشم والتذوق.
وتطرق إلى أعراض مرض نزلات البرد، والانفلونزا العادية، وفيروس كورونا، وهي كالتالي:
نزلات البرد:
تبدأ الأعراض تدريجيًا وليس بشكل حاد ومفاجئ، وهي ألم في الحلق، وانسداد في الأنف، دون وجود حرارة أو قشعريرة، أو وهن وضعف في العضلات، ولكن أهم ما يميز هذا المرض هو كثرة العطاس.
الانفلونزا العادية:
تكون الأعراض حادة وبشكل سريع ومفاجئ، مع وجود حرارة وقشعريرة ووهن في العضلات، وألم في الصدر والرأس، وسعال، دون احتقان في الأنف أو سيلان.
فيروس كورونا:
تكون أعراضه أكثر حدة مقارنة بالإنفلونزا، كالصداع الشديد، ودرجة حرارة أعلى، وألم في المفاصل، يصاحبها أعراض أخرى، وهي تتعلق بالجهاز الهضمي، مثل القيء والإسهال، وفقدان لحاستي الشم والتذوق.
ومع بدء موسم الانفلونزا، يبدأ المواطنون بأخذ الأدوية التي تخفف من الآلام، ولكن مع انتشار جائحة كورونا، بخشى الأطباء من حصول مضاعفات معينة.
وأكد عبد ربه، على أن استخدام الأدوية مرهون باستشارة الطبيب، على الرغم من أن هناك بعض الأدوية متعارف عليها في الصيدليات بدون وصفة طبية، ولكن الأصل أن كل مواطن لا يستخدم أي دواء دون استشارة الطبيب، لأن أخذ أدوية أخرى قد تؤدي لتفاعلات، وهي خطيرة وقد تأثر سلبًا على صحة الشخص إذا لم تكن مدروسة بشكل جيد.
ولفت إلى أن الوزارة تقوم بتقديم طعم الانفلونزا الموسمي بشكل مجاني لكل فئات المواطنين الأكثر عرضة للإصابة، ككبار السن، ومن يعانون من أمراض مزمنة والسيدات الحوامل، ومن لديهم اعتلال في جهاز المناعة، من أجل حمايتهم، إضافة لنشرات التوعية والارشاد التي توزع سنويا مع بدء موسم الشتاء.
وأضاف: نحن الآن ننتظر أن تصل التطعيمات لمستودعات وزارة الصحة، وهناك وعود بأن تصل منتصف الشهر الجاري، ونتأمل ألا تتأخر أكثر من اللازم، فكلما أعطينا الطعم في وقت مبكر، قبل بدء موسم الانفلونزا، كلما كان أفضل، وذلك حتى نحمي أكبر شريحة ممكنة من المواطنين.
وقال إن التطعيمات تحد بنسبة كبيرة من الإصابة بالإنفلونزا، وتكون الأعراض بسيطة جدًا بحيث لا تحد من حركة الشخص ونشاطه اليومي، ولا تؤثر على سير حياته.
وعن سبب تأخر وصول هذه التطعيمات، قال عبد ربه إن هذا الطعم يصنع كل عام حسب الدراسات التي تعمل بناء على نوع الفيروسات الموسمية، ولذلك يتم تصنيعه في مرحلة متأخرة من العام، أي مطلع شهر ايلول، الى أن يصنع ويصدر ويوزع الى بلدان العالم، وهذا يحتاج لوقت.
وأكد على أنه سيتم تكثيف عمل المسوحات، ولكنها ليست الهدف الاستراتيجي، بل الأهم هو ضمان عدم نقل العدوى، وعلى كل مواطن يشعر بأنه مصاب او مخالط ولديه أعراض، أن يحجر نفسه وأن لا يقترب من أي شخص، وأن يلتزم بكل الاجراءات الوقائية، وهذا السبيل الأفضل.
وقدم عبد ربه جملة من النصائح والإرشادات للمواطنين، أهمها: الابتعاد عن كل شخص لديه أعراض تنفسية، وضرورة الالتزام بالتباعد الجسدي بين المواطنين، والابتعاد عن كل من لديه أعراض، وأن نكون مسؤولين ونعتبر أنفسنا في مهمة وطنية بألا ننقل العدوى إلى أفراد الأسرة والآخرين، والشخص الذي يشعر بأية أعراض أن يلتزم البيت حتى يتعافى، وحتى لا ينقل العدوى للآخرين، وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، وأخذ الطعم في حل توفره في أسرع وقت ممكن، والإكثار من السوائل الساخنة، وأخذ الحمضيات التي تحتوي الفيتامينات التي تدعم جهاز المناعة، والتركيز على الغذاء الصحي.