"نخشي أن نسمع الهاتف يرن؛ خوفًا من خبر يُفجعنا"، بهذه الكلمات استهلت زوجة الأسير ماهر الأخرس البالغ من العمر (50) عامًا، والمضرب عن الطعام لليوم الـ76 على التوالي، حديثها عن أبنائها الستة الذين يعيشون بلا أب وأم في قرية سيلة الحارثية بجنين شمال الضفة الغربية؛ بعد مشاركتها زوجها الإضراب عن الطعام مُنذ 4 أيام.
وأضافت زوجة الأسير الأخرس في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "أصغر أبنائي تُقى التي تبلغ من العمر (6) أعوام، يُسيطر عليها الخوف من استشهاد والدها في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها ضد المحتل الإسرائيلي".
ووصفت حالته الصحية وهي بجانبه في مستشفى كابلان، بصوت غلبَ عليه الإعياء: "الوضع الصحي لزوجي، يزداد سوءًا يومًا بعد يوم؛ فجسده بات منهكًا نتيجة إضرابه لليوم لـ76 على التوالي، آلام الرأس لا تغادره، والطنين يضرب أذنيه، وهناك غشيان على عينيه".
وتابعت بحرقة: "بالكاد يستطيع قضاء حاجته؛ لأنه مُمد على السرير لا يقوى على الحركة"، مُستدركًة: "لكنه؛ يمتلك روح معنوية قوية تعانق الجبال".
"لن أفك إضرابي إلا بحريتي" كلمة يُرددها على مسامعي دائمًا، تقول زوجته، وتضيف: "لن يقبل بيوم واحد إلا بالإفراج عنه".
وكشفت تفاصيل ضغط مخابرات الاحتلال على الأسير الأخرس لفك إضرابه بالقول: "حاول محامي الاحتلال أن يدفع بزوجي لفك إضرابه مقابل الاكتفاء بالحكم الحالي الذي ينتهي بتاريخ 26/11/2020، لكنه رفض".
وأشارت إلى أنّ زوجها رفض عرض الاحتلال، ويردد: "حتى لو حدث ما حدث فقط الحرية ثم الحرية والإفراج"؛ مُبيّنةً أنّه لا يُريد البقاء في السجن بعد أربعة أعوام بين أحكام واعتقال إداري.
وتساءلت بحسرة: "أشعر بإرهاق وآلام في جسدي، وأنا في اليوم الرابع للإضراب؛ فما بال زوجي المضرب مُنذ الـ76 يومًا على التوالي".
وأضافت: "لماذا لم يأت الصليب الأحمر للوقوف على حالة زوجي الصحية؟، هذا ما يعني أن الصليب الأحمر يشارك الاحتلال جريمته بحق زوجي؛ بإهمالهم لحالته الصحية، وتعنتهم هذا بمثابة دعوة إلى قتله".
ولفتت إلى أنّ الصليب الأحمر لم يكتف بعدم زيارته، وإنّما يرفض استضافه المتضامنين مع زوجها داخل مقره بجنين.
وختمت حديثها بصوتٍ حزين: "أبنائي بلا أب وأم؛ يمتلئ قلبي بالحزن عليهم وعلى زوجي؛ لكنّ كلي إيمان بأنّ النصر صبر ساعة".