إن خطاب الرئيس "أبو مازن" يؤكد أن هناك كواليس خلف المشهد خطيرة جداً ، فهذا الرجل الذي يغضب دون أن يظهر ذلك على ملامح وجهه ، ظهر في خطابه الأخير بقمة الملل والتعب والغضب من الوضع الراهن ، سواء على المستوي العالمي وتغييب القضية أو على المستوي العربي ومقاطعة فلسطين ورئيسها وضعف العروض التي قدمت له .
القناعة التي فرضت نفسها على الرئيس ، أن القضية ان لم تتحرك في الميدان ستموت تماماً وربما تصبح قضية تعاطف مع أقلية داخل دولة إسرائيل ، دفعته بالهجوم وألا يكون أداة لذلك المخطط ، وحتى الان هو لا يريد تصعيد لا يمكن السيطرة عليه لكي يستطيع استثماره سياسياً.
ونحن معه في ذلك ، نريد الانتفاضة ولكن لا نريدها ان تصبح مزار سياسي تنتج اوسلو جديدة بسلبياتها ونكتشف ذلك بعد مرور 20 عام ، وأعتقد ان تفويت الفرضة لإيجاد بديل عن الرئيس أهم نقطة في هذا الصراع ، خلق البديل معناها هدم البنيان وبناءه من جديد وربما لا نصل لهذه النقطة التي تبلورت في فشل المفاوضات وترجيح خيار المقاومة ، لا يوجد فلسطيني خائن لوطنه ، أو متخاذل ، ولكن القناعة تختلف والايدلوجية والفكر .
أعتقد أنني متفق مع نفسي عقلا وعاطفة ، أنه يجب على الحراك الدائر الان تحويله فوراً لانتفاضة بالمعني الحقيقي الدقيق ، كيف يمكن ذلك ؟! ، دعم لوجستي ومادي من قبل الفصائل ، وانخراط عناصرها بين صفوف الشبان ، اضراب شامل وكامل في البلاد لخلق حالة شلل كاملة وبنفس الوقت تفريغ وقت الشبان للانتفاضة ، وأنا هنا أتحدث بالعوامل الطبيعية لاستمرار وتحويل الحراك لانتفاضة .
وعلى جميع الشخصيات والفصائل التزام الصمت وترك المجال للرئيس "أبو مازن" ليكمل ما يبنيه لان التفاصيل لن يستطيع كشفها غيره ، وإلا تكون الفصائل أداة لأجندة خارجية لتهدئة الانتفاضة ، اتفقتم أو اختلفتم مع هذا الرجل لا مجال لهذا الحديث الان "جميعنا لدينا تحفظات على بعض سياساته" ، لقد زرع وجاء وقت حصاده أتركوه يحصد ولا تفعلوا كما حدث مع الرئيس الرمز "أبو عمار" ونجعل الانتفاضة أداة تعيدنا ألف عام للخلف .