ما بين "بايدن وترامب"

تحليل: من هي الشخصية الأقرب للفور بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟

ترامب وبايدن
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - فدوى نصار

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة الثلاثاء المقبل الموافق 3 نوفمبر 2020، تشهد الولايات المتحدة حالةً من السباق الماراثوني ما بين الحزبين الأمريكيين الديمقراطي بقيادة جو بايدن، والحزب الجمهوري بقيادة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ومن خلال تتبع استطلاعات الرأي الأمريكية يتبين أنّ "بايدن" يتفوق على منافسه "ترامب".

وحول موقف الناخب الأمريكي وإقباله على ترشح أحد الحزبين، أوضح الدبلوماسي السابق والباحث الأكاديمي في العلاقات الدولية د. علاء أبو عامر، أنّ السياسة الخارجية للناخب الأمريكي لا تُمثل سوى 5%، إلا أنّ الدور الأساسي في الاختيار هو البرامج الانتخابية التي يقدمها المرشح للانتخابات الرئاسية التي لها علاقة بالوضع الداخلي من توفير كافة الإمكانيات للمواطن الأمريكي.

وأشار إلى أنّ اللوبي الصهيوني يلعب دورًا كبيرًا في نتائج الانتخابات، حيث إنّ الصراع "الإسرائيلي- العربي" يُمثل قاعدة أساسية لديهم، وبالتالي فإنّ السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تلعب دورًا كبيرًا في عملية التصويت، رغم أنّ استطلاعات الرأي الأخيرة تدل على أنّ اليهود الأمريكان يميلون للتصويت لصالح "بايدن" وليس "ترامب".

وفيما يتعلق بنتائج استطلاعات الرأي، بيّن أبو عامر في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" أنّه من المتوقع أن تنقلب نتائج الاستطلاعات في آخر لحظة كما حدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 مع المرشحة السابقة هيلاري كلينتون، إلا أنّ القراءات والتقارير تُشير إلى أنّ فرص "بايدن" بالفوز هي الأقوى.

ونوَّه "أبو عامر" إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى خسارة "ترامب"، والتي تتمثل بالأخطاء المتعلقة بالوضع الأمريكي الداخلي، فطبيعة شخصيته المتقلبة وهجومه على الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، تجعل فرصه بالفوز ضئيلة، نظرًا لتصرفاته غير العقلانية.

كما تطرق إلى عوامل أخرى قد تساعد "بايدن" في الفوز وهو وجود الجالية من أصول صينية في أمريكا والتي ستعطي أصواتها له، بالإضافة إلى الموقف الروسي ومدى استفادتها السابقة من فترة رئاسة "ترامب" فيما يتعلق بالملف السوري من خلال سحب القوات الأمريكية من سوريا، ووقف دعم الحركات الإسلامية مثل "داعش"، وفي مقابل ذلك فإنّ "بايدن" أكثر اتزانًا في العلاقات الدولية.

أما فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية، لفت "أبو عامر" إلى أنّ "بايدن" يرى في حل الدولتين هو الحل الأنسب للقضية الفلسطينية، والذي يُعتبر بمثابة إنقاذ لـ"إسرائيل" من وجهة نظره، فعدم حل القضية الفلسطينية والإبقاء على الصراع سيؤدي في النهاية إلى دولة واحدة.

وتوقَّع أنّ يقوم "بايدن" بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتمويل "أونروا"، وإعادة تمويل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وإقامة مؤتمر دولي للسلام، خلافًا لما قام به "ترامب".

وفي ختام تحليلاته، رجّح "أبو عامر" فوز "بايدن" وفقًا لاستطلاعات الرأي التي تُظهر تقدمه على "ترامب"، بالإضافة إلى أنّ شخصية "ترامب" هزلية غير متزنة، مُشيرًا إلى المناظرات التي تمت بين المرشحين والتي أظهرت تفوق "بايدن" ذو الخلفية السياسية والذي شغل سابقًا منصب نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على "ترامب" ذو الخلفية الاقتصادية.