فوز بايدن سيعزز إيران ويهدد الاستقرار في المنطقة

حجم الخط

بقلم: دانييل سيريوتي



على خلفية تقدّم بايدن في عدد الأصوات، هناك تخوف جسيم في الدول العربية السُنية المعتدلة من امكانية ان تتوجه إدارة برئاسته الى صفقة نووية جديدة مع نظام آيات الله في طهران، وهي خطوة من شأنها ان تزيد انعدام الاستقرار في الشرق الاوسط.
وقال مسؤولون كبار في الدول العربية المعتدلة لـ»إسرائيل اليوم»، ان تخوفهم لا ينبع من السياسة الخارجية التي سيضعها بايدن، بل من الاشخاص والمستشارين الذين ستتشكل منهم خلية اتخاذ القرارات الرئاسية في واشنطن. فقد قال مسؤول كبير في عاصمة الامارات، ابو ظبي، انه «يوجد تخوف جسيم جدا من أن ادارة أميركية برئاسة جو بايدن سترفع عن طهران العقوبات التي فرضتها ادارة ترامب، وتسعى الى صفقة جديدة مع ايران. خطوة كهذه ستؤدي الى أن يتمكن النظام المتطرف في ايران من امتلاك السلاح النووي في غضون وقت قصير، وتهديد استقرار المنطقة بأسرها. وسيؤدي رفع العقوبات عن ايران الى تمكن نظام آيات الله من مواصلة تمويل منظمات الارهاب الاسلامية المتطرفة التي تهدد النظام في العالم باسره وليس فقط في الشرق الاوسط».
وفي مصر والبحرين ايضا اعترفت محافل رفيعة المستوى بأنها تمنت انتصار الرئيس القائم ترامب وان هناك تخوفا شديدا من أن يؤدي دخول بايدن الى البيت الابيض الى تفكك التحالف الاقليمي الذي ينسج بين إسرائيل ومحور الدول السنية المعتدلة. وذلك في ضوء امكانية ان تعمل ادارة أميركية برئاسة بايدن على استئناف الاتفاق النووي مع ايران، بل التوصل الى حل وسط مع الايرانيين على اتفاق محسن.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية في القاهرة لـ»إسرائيل اليوم»، انه «يوجد لدينا غير قليل من المخاوف. فإدارة برئاسة بايدن ستتسبب بعدم استقرار اقليمي في ضوء حماسة بايدن، ولا سيما مستشاريه، من الوصول الى صفقة جديدة مع طهران. من شأن مثل هذا الوضع ان يجعل دولا مثل السودان، البحرين، والامارات لا تثق بمظلة الاسناد الأميركية في ضوء التهديد الايراني والتي وعدوا بها عندما وقعوا على اتفاقات تطبيع العلاقات مع إسرائيل».
يشار الى أنه على حد قول محافل سياسية في الخليج الفارسي ودبلوماسيين عرب كبار، فإن خسارة ترامب قد تؤدي الى وقف الاتصالات التي جرت بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية اخرى كالسعودية، عُمان، وقطر. وقال دبلوماسي عربي كبير لـ»إسرائيل اليوم»، انه «من الواضح منذ اليوم، انه اذا انتخب بايدن فستبتعد امكانية التوقيع على اتفاقات بين إسرائيل ومزيد من الدول العربية كالسعودية وقطر». ومع ذلك، ثمة من عرض أيضاً موقفاً معارضاً ومفاجئاً جداً بالنسبة لموقف المخاوف من تأثير السياسة الخارجية لبايدن على السياقات الجارية في الشرق الاوسط.
وقال مصدر كبير في السعودية لـ»إسرائيل اليوم»، انه توجد تقديرات بأن انتخاب بايدن بالذات للرئاسة الأميركية والخوف من أن ادارته ستسعى الى صفقة نووية جديدة في طهران، سيؤدي الى تعزيز الحلف الاقليمي الذي يقام بين إسرائيل ومحور الدول العربية السُنية المعتدلة. واعترف المسؤول بأنه «من المفهوم أن معظم الدول العربية السُنية تمنت انتصار ترامب. ولكن هزيمته لبايدن ستعزز فقط الحلف الاقليمي مع إسرائيل كون السياسة التي ستضعها ادارة بايدن ستتسبب في انه حيال التهديد الايراني سنقف نحن وإسرائيل دون مظلة أميركية».

عن «إسرائيل اليوم»