قلم: روغل ألفر
في حال متُّ في عملية في موجة «الارهاب» الحالية، حيث يقوم «مخرب» أو «مخربة» بدهسي أو طعني، أريد أن أقول مسبقا إن كلماتي الاخيرة هي: أنا متفاجئ لأن هذا لم يحدث من قبل. بجدية لماذا تطلب الامر كل هذا الوقت؟ لقد فكرت مرات كثيرة عندما كنت أمرّ في ساعات الصباح الباكر في شوارع المدينة من أمام مواقع البناء، كيف أن أحد العمال العرب لا يحمل المقدح أو المنشار أو الشاكوش ليقتلني؟
لم اؤمن بنظرية التعايش في هذه الدولة. لا اؤمن بالتعايش المبني على عدم المساواة المتطرف في حقوق الانسان، والمكانة الاجتماعية والفرص الاقتصادية. لم يسبق أن أحببت أكل الحمص. ولم يسبق أن أحببت السفر الى يافا لاسيما لأكل الحمص. ولم يسبق أن أحببت الوقوف خلال الرحلة في الشمال من اجل الدخول الى احدى القرى وأكل الحمص. أي حديث عن الحمص كان يثير عندي شعوراً سيئاً.
قاد نفتالي بينيت في الانتخابات الاخيرة حملة كاملة تحت عنوان «يكفي اعتذاراً». لكنني لا أحب أن أشعر بأنني السيد. لا أحب السيطرة بفعل انتمائي لجنس أو قومية، هذا مقرف بالنسبة لي، ودائما تحفظت على السفر الى البلدة القديمة. لاحظت النظرة في عيون الفلسطينيين في الأزقة، وهي دمج بين الاهانة والغضب. اذا مت في عملية في موجة «الارهاب» الحالية، أطلب القول عني: رفض أكل الحمص.
من السهل جدا، على خلفية موجة «ارهاب» كهذه، وحين يستيقظ الخوف، تغيير الموقف السياسي. المطلوب هو القول إن من يريد قتلك لا يستحق شيئا سوى رصاصة بين عينيه. لكن هذا ما يقوله من يأكلون الحمص. الاشخاص الذين يشكل الحمص بالنسبة لهم رمز التعايش في هذه الدولة ثنائية القومية. إنه تعايش وهمي وكاذب تماما.
بالنسبة للذين يأكلون الحمص، فان الحمص يُمثل التجارة مع الفلسطينيين، وحياتهم الجيدة هنا في ظل المجتمع الاستهلاكي الاسرائيلي الذي يشتري منهم الحمص. أخوة الحمص: انظروا ما كتبه رون خولدائي من يافا بعد اندلاع الاحداث هناك. تعالوا الى يافا فالحمص ممتاز. في المقابل من رفض أكل الحمص لا يتفاجأ من موجة «الارهاب» الحالية، وهو متفاجئ فقط من تأخرها. وموقفه السياسي لا يتغير الآن حيث بدلا من الحمص يغمسون الدماء في الشوارع.
اذا قُتلت في عملية، أطلب عدم بث فيلم القتل مرة تلو الاخرى، كما يحدث في هذه الايام. هذه ليست رغبتي ولن تحمل معلومات ضرورية من حق أو واجب الجمهور معرفتها. إنها ستزيد الكراهية فقط. أطلب القول لمن يقتلني على لساني اذا بقوا على قيد الحياة، إنني أعتذر. أنا متصالح معهم بعد موتي.
واذا مات من سيقتلني فأنا أعتذر أمامكم الآن وبشكل مسبق. ليس لأنني اعتقد أنني استحق الموت، وليس لأنني اعتقد أن من حقهم قتلي، وليس ليكون موتي يساوي شيئا وله قيمة معينة، أو مغزى معين، لا إله لي ولا أحتاج الى الحرم وليست عندي مشكلة في العيش مع الفلسطينيين في مساواة كاملة في الدولة ثنائية القومية، أو مثل جار يسعى الى السلام في دولتي الى جانب دولتهم. لن يساعدني الانتقام باسمي بعد موتي. أعتذر عن نصيبي القليل في ظلم الاحتلال ايضا بعد موتي.
عن «هآرتس»