اعتبر أهالي حي جبل المكبر في القدس المحتلة مقطع جدار الفصل العنصري الذي نصبته قوات الاحتلال يوم أمس، بأنه يجسد نظام الأبارتهايد الذي تتبعه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين، إضافة الى إجراءاتها الاحتلالية الأخيرة بحقهم كالتفتيش المهين في الشوارع، ونصب الكتل الاسمنتية عند مداخل أحياء المدينة المقدسة وغيرها من الممارسات والإجراءات العنصرية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي نصبت مقطع جدار فصل عنصري بعد عصر أمس الأحد، بجانب بعض المنازل المحاذية لشارع المدارس في حي جبل المكبر، الأمر الذي زاد من معاناة أهالي الحي وفرض عليهم واقع جديد يمتاز بعنصريته واستهدافه للمقدسيين دون تمييز بين طفل ومسن، أو رجل وامرأة.
وأوضح هاني سرور أحد السكان المتضررين من جدار الفصل العنصري أن قوات الاحتلال بدأت بنصبه على الشارع الرئيسي الذي يفصل ما بين مستوطنة أرمون هنتسيف وأراضي جبل المكبر.
وقال: “هذا الجدار عبارة عن جزء من العمل الممنهج الذي يقوم به الاحتلال ضد السكان، بهدف الضغط على سكان جبل المكبر وردعهم، وهو شبيه بالجدار العنصري الذي يفصل مدينة القدس عن الضفة الغربية”.
وأضاف: “تم نصب أجزاء من الجدار مسافة قريبة جدا من منزلي، ولم يكتمل العمل فيه بعد، وفي حال اكتماله سيمنعني الخروج من منزلي”.
ولفت الى أنه ليس المتضرر الوحيد من الجدار، وإنما وضعت أجزاء منه حول منزله بمسافة 10 أمتار، ويعتقد أنها ستمتد بنفس الوتيرة للمنازل المجاورة من الجهة الغربية، ويبلغ ارتفاع الجدار ما بين 5 إلى 7 أمتار.
وحول ما كتب على الجدار أنه جدار مؤقت متنقل قال سرور: “سواء كان الجدار متنقل أو دائم أو مؤقت، فإن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا “.
أما بالنسبة لذريعة الاحتلال أن الجدار وضع لمنع رشق الحجارة نحو مستوطنة “أرمون هنتسيف”، فقال إن الجدار لا يمنع الحجارة عن مستوطنة أرمون هنتسيف، وإنما ما يمنع الحجارة هو إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، ومنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى”.
وأوضح سرور أن قوات الاحتلال وضعت كتل إسمنتية وأغلقت شارع المدارس بالكامل قبل عدة أيام، كما أغلقت عدة مداخل في جبل المكبر، والمتضررين من الإغلاق كافة شرائح السكان صغارا وكبارا دون استثناء.
وأشار إلى أن عيادة صندوق المرضى أصبحت خارج الكتل الاسمنتية، ما يضطر عدد من المرضى إلى سلوك طريق التفافي للوصول اليها، ومن الممكن أن يفقد المريض حياته قبل ذلك، علما أن عدد سكان جبل المكبر يتراوح ما بين 35 إلى 40 ألف نسمة.