كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن موقف مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، من عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وأفادت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة، بأن أوباما كشف في تصريحات سابقة عن نصيحة بايدن له بالتريث وعدم تنفيذ عملية قتل بن لادن.
وأشارت إلى أنّ أوباما أوضح في مذكراته "أرض الميعاد" التي من المقرر أنّ تُنشر الثلاثاء المقبل، أنّ بايدن كان قلقاً بشأن العواقب التي قد تحدث لو فشلت العملية، ونصح بضرورة تأجيل أي قرار إلى أن تصبح الاستخبارات أكثر يقيناً من مكان بن لادن.
وأضاف أوباما أن "بايدن نصحه خلال المناقشة الجماعية قبل تنفيذ العملية بشأن الموافقة على تنفيذها، بأخذ مزيد من الوقت والتريث، قائلاً: "لا تنفذها"، ولكنه أيد القرار بعد اتخاذه على الفور.
وأكّد على أنه كان يعلم أن جو بايدن كان مثل وزير الدفاع حينها روبرت غيتس في واشنطن وقت تنفيذ عملية "ديزرت وان"، في إشارة إلى المحاولة الفاشلة التى نفذت في أبريل/ نيسان 1980 لتحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين في إيران، والتي انتهت بمقتل 8 جنود أمريكيين في حادث تحطم مروحية وأضرت بآمال الرئيس السابق جيمي كارتر في إعادة انتخابه.
ولفت أوباما إلى أنّ غيتس ذكره بأنّ "مهماً كان التخطيط دقيقاً، فإنّ عمليات مثل هذه يمكن أن تنفذ بشكل سيئ، بالإضافة إلى المخاطر التي يتعرض لها المشاركون فيها، ومن ثم فهو قلق من أن العملية لو فشلت قد تؤثر سلباً على الحرب في أفغانستان"، ووصف أوباما ذلك بأنه كان "تقييما رزينا".
كما كشف أوباما عن موقف هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وقتها والتي رجحت فرصة نجاح العملية على فشلها، موضحًا أنه بعد قتل بن لادن، بايدن وضع يده على كتفه بعد إقلاع المروحيات التي حملت فريق العملية وهنأه قائلاً: "مبروك".
وعلقت "الغارديان" على ما ذكره أوباما في مذاكراته بأنه كرر روايات مساعديه الذين كانوا موجودين في غرفة العمليات بالبيت الأبيض وقت تنفيذ العملية، والذين قالوا إن بايدن نصحه بالتريث والحذر.
وقالت: "إنّ موقف بايدن تجاه تلك العملية كان قضية خلافية خلال انتخابات الرئاسة التي خاضها بايدن هذا العام ضد الرئيس دونالد ترامب، وأنه تعرض لهجوم من الجمهوريين بأنه عارض قتل بن لادن"، مُشيرةً إلى أنّ آراء أوباما بشأن نائبه تحظى باهتمام شديد.