هل نتائج الإنتخابات الأمريكية بداية للتطرف بين اليمين واليسار ؟!!

حجم الخط

بقلم د. عبد الحميد العيلة

 

 تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حالة من عدم الإستقرار والإحتقان قد تنذر بإنفجار بين المحافظين واليسار في المجتمع الأمريكي الذي بدأ ينشط ويظهر إبان حكم ترمب الذي ساهم بحكمه الدكتاتوري على المستوى الداخلي والخارجي الأمر الذي غير صورة أمريكا من دولة ديمقراطية إلى دولة تشكل عامل تهديد للكثير من دول العالم فعلى المستوى الخارجي توسعت الخلافات سواء السياسية والإقتصادية مع الصين وإيران وكوريا الجنوبية وأوروبا وبعض الدول المجاورة لروسيا مثل أوكرانيا وروسيا البيضاء وأذربيجان وجورجيا ناهيك عن الضغط على الأنظمة العربية للتطبيع مع الجانب الصهيوني بل إستغلال ثروات العرب ..
 فهي تحتل جزء من الأراضي العراقية والسورية وتقيم فيها قواعد عسكرية بالتنسيق مع تركيا ويكفي أن يتنكر للشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة لصالح الكيان الصهيوني وحاول أن يقنع الكثير من دول العالم أن يسيروا في فلكه في وقف المساعدات للسلطة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين " أونروا " لإنهاء قضية اللاجئين وحق العودة وإغلاق مكتب منظمة التحرير .. 

إن السياسة العنصرية لترمب التي إستخدمها ضد الدول الفقيرة ولم يسلم منها أصدقاؤه في أوروبا ولا الكثير من منظمات الأمم المتحدة مثل الصحة العالمية واليونسيف وحقوق الإنسان .. 

 أدى هذا الفشل الخارجي على الوضع الداخلي على مستوى كل الولايات الأمريكية خاصه التي يكثر فيها الأقليات من السود الأفارقة والمسلمين الذي جعل هذه الأقليات أن تشارك في هذه الإنتخابات بقوة ضد ترمب التي وصلت لأكثر من 80‎%‎ وأدت إلى فوز بايدن وخاصه في ولايات تحسم في العادة لترمب وهذا ما جعله يستشيط غضبا ويعلن عن هذه الإنتخابات بأنها مزيفه وهدد بعدم خروجه من البيت الأبيض وطلب من مناصريه الخروج للشوارع ورفض نتائج الإنتخابات وأدى ذلك إلى إعتداءات بين الطرفين التي قد تتحول إلى مظاهر عنف خطيرة إذا إستمر ترمب في عدم إعترافه بفوز بايدن والخروج من البيت الأبيض بهدوء .. 

هكذا نجح الشعب الأمريكي في إقتلاع أكبر طاغية أمريكي من الحكم الذي حول أمريكا من دولة ديمقراطية الى دولة عنصرية بعد أن إعتمد على نتنياهو وزوج إبنته اليهودي كوشنير  فجميعهم إلى مزابل التاريخ