حذّر مختصون من عدم إتمام عملية إعمار ما دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها الأخير على قطاع غزة، مع حلول فصل الشتاء.
وقال هؤلاء المختصون خلال لقاء خاص بعملية الإعمار، إن الشتاء سيكون مؤلما على المشردين ومن دمرت بيوتهم جراء عدم إتمام هذه العملية، وتوفير مأوى يحميهم من برد الشتاء.
ونظمت اللقاء شبكة المنظمات الأهلية بالشراكة ومؤسسة 'فريدريش ايبرت' الألمانية اليوم الأربعاء، لمناسبة مرور عام على مؤتمر المانحين لإعمار قطاع غزة الذي عُقد في القاهرة.
وقال عضو الهيئة الإدارية لشبكة المنظمات الأهلية عائد ياغي، إن هذا اللقاء يأتي ضمن مشروع تعزيز التشبيك بين قطاعات المجتمع المدني، بالشراكة مع مؤسسة 'فريدريتش ايبرت'، إيمانا من الشبكة بأهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، وخاصة عشرات آلاف المشردين بسبب بطء الإعمار واستمرار الحصار والانقسام والتداعيات الخطيرة على حياة المواطنين.
بدوره، أكد مدير مؤسسة 'فريدريش ايبرت' أسامة عنتر، أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في إعلاء ورفع صوت القطاعات المجتمعية الهشة والمهمشة، التي تعيش حاله صعبة بسبب تداعيات الحرب في قطاع غزة.
وقال عنتر إن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص سويا، يستطيعون الضغط على صناع القرار للإسراع في عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة.
من جهته، أشار مدير شبكة المنظمات الاهلية أمجد الشوا، إلى المعاناة التي ما زالت تتفاقم، وقال إن الواقع الإنساني في قطاع غزة هو الأصعب، حيث الارتفاع غير المسبوق لنسب البطالة والفقر وانعدام الأمن الغذائي، مضيفاً 'أن شروط الإعمار الحقيقية غير متوفرة، وخاصة تدفق أموال المانحين ورفع الحصار وتحقيق الوحدة'.
بدوره، رأى رئيس اتحاد المقاولين نبيل أبو معيلق، في ورقة بعنوان 'واقع واحتياجات ورؤية القطاع الخاص تجاه إعمار قطاع غزة' أن تباطؤ وتيرة عملية الإعمار وتدني مستوى التزام الدول المانحة بتعهداتها ومحدودية التمويل الذي قدمته في ظل عدم توفر المواد الإنشائية اللازمة لإعادة الاعمار، من أبرز المعيقات التي تواجه الإعمار.
وأشار أبو معيلق إلى أن نحو 170 ألف وحدة سكنية تضررت جراء العدوان الإسرائيلي بشكل كلي أو جزئي، منها 24 ألف وحدة دمرت كليا، وتم البدء في إعادة بناء ألف وحدة من المنحة القطرية، وتبقى 23 ألف وحدة تنتظر الإعمار، أما الشقق المتضررة كليا فتم إصلاح 79 ألف وحدة من أصل 146 ألف وحدة سكنية، في وقت أن احتياجات قطاع غزة بعد الحرب نتيجة العجز في الوحدات السكنية بلغت 100 ألف وحدة.
بدوره، أشار مدير مكتب تطوير وإقراض البلديات معتز محيسن، في ورقة بعنوان 'واقع واحتياجات قطاع البلديات تجاه إعمار قطاع غزة'، إلى التحديات الموجودة في البلديات.
وقال: ان البطء في اعادة الإعمار يؤثر بشكل كبير على البلديات، إلى جانب أن آلية التنسيق لإدخال المواد ما زالت فيها اشكالية، خصوصاً أنها لا تسمح بإدخال بعض البنود للحالات المتضررة لقطاع البلديات، بما في ذلك حاجتها للمركبات والآليات.
وتحدث مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حكمت الخيري، عن أولويات ورؤية البرنامج تجاه الإعمار، وقال إن قطاع غزة يعاني الكثير من المشاكل التي تعطل عملية الإعمار، وإن الاحتلال الإسرائيلي له اليد في هذا المشاكل، مشيرا إلى أن عدد المباني التي لا تصلح للسكن تصل إلى 2000 مبني مدمر، والمباني الصالحة للسكن تصل إلى 2500 مبني.
وأوضح أنه تم إزالة ما يقارب 600 ألف طن من ركام المنشآت المدمرة في عدة مناطقا، مبينا أن مشاريع إزالة الركام وفرت 25.800 فرصة عمل مؤقتة.