عاد بيني غانتس وقال في المقابلات الصحافية انه ليس في نيته المساومة في موضوع الميزانية، الأمر الذي سيقود الدولة الى معركة انتخابات قريبا. ولكن، بينما بنيامين نتنياهو ، الذي يقول انه غير معني بالانتخابات، الآن، سينطلق الى معركة الانتخابات، اذا ما وقعت، في وضع لا بأس به، فان بيني غانتس لا يخاطر فقط بالحزب الذي يترأسه، بل بكل الكتلة. يبدو أن كتلة الوسط – اليسار مشتتة ومتفرقة اكثر من اي وقت مضى. اذا لم تتغير الصورة فيها فان انتصار رئيس الوزراء يكاد يكون مضموناً مسبقاً.
في الأيام الاخيرة حين نجد أن معركة الانتخابات تتمثل امام عيوننا، يمكن أن نرى الحراك الذي تفشى في كتلة اليسار، والذي يتعاظم فقط كل يوم. ففي الاسبوع الماضي التقى موشيه يعلون بيئير لبيد وعرض عليه رغبته في البحث عن خيارات اخرى خارج كتلة «يوجد مستقبل» – «تيلم». والى جانب ذلك يعد محللون وسياسيون الارضية لانضمام محتمل لرئيس اركان سابق آخر، غادي آيزنكوت، الى الساحة السياسية واسم رون خولدائي، وربما ايضا عاموس يدلين، يحومان ايضا في الخلفية.
تبدو مشكلتهم ليس في كثرة الاسماء، بل في كثرة الأحزاب، وذلك اذا لم يتمكنوا من الاتحاد. في هذه اللحظة نجد ان بيني غانتس ليس مستعدا ليكون تحت لبيد، ولبيد ليس مستعدا ليكون تحت غانتس، ويهجر يعلون، ولكنه ليس مستعدا ليكون رقم اثنين لايزنكوت، الذي من ناحيته لا يريد أن يجلس مع بوغي ولا مع خولدائي. يريد عمير بيرتس ان يتحد مع «ازرق ابيض»، ولكن لا يبدو أن غانتس متحمس لهذا الارتباط. صحيح أن كل الاقوال والتلميحات تأتي على ما يبدو لأغراض المفاوضات، ولكن غير مرة تشوشت الخطط في اللحظة الاخيرة. ففي الانتخابات الاخيرة فقط بقيت في اللحظة في الاخيرة «قوة يهودية» بدون ارتباط، وفي الانتخابات التي سبقتها وجدت اورلي ليفي ابقسيس نفسها، التي كانت على شبه اتفاق مع غانتس، بلا مغزى سياسي يحملها الى ما فوق نسبة الحسم.
إذا انضم آيزنكوت الى السياسة، وهذا ليس مؤكداً الى الاطلاق انه سيحصل، فسيتعين عليه أن يجتاز عائقاً ما كان يحتاج رؤساء الاركان السابقون ان يجتازوه: الرُخص في مكانة المنصب العالي، والتخفيض الدراماتيكي في قيمته، والذي يتحمل مسؤوليته سابقوه في الكرياه، ممن شقوا الطريق الى قبله.
في اليمين لا يوجد الكثير من الحراك الشخصي، ولكن في الاستطلاع يدور الحديث عن وضع غير مسبوق، يصل فيه الحزب المركزي الذي يدعي التاج من ذات كتلة الحزب الحاكم. لا يزال من الصعب التقدير ما هي التداعيات المحتملة التي ستنشأ نتيجة لذلك وفيما اذا كان سيبقى الوضع هكذا عندما تبدأ الحملات، ويحتمل أن نشاهد معركة انتخابات لم يسبق لنا أن شاهدناها ابدا. اذا حرص «الليكود» في السنوات الاخيرة على ان يكون هو نفسه رأس الروح اليميني ومهاجمة الجميع من اليسار، سيجد نفسه فجأة يدافع عن نفسه ضد الهجمات ذاتها.
عن «إسرائيل اليوم»
