نهج رئيس "الموساد" الجديد في العمل

حجم الخط

بقلم: رونين بيرغمان

 


سواء أقصد بنيامين نتنياهو ذلك ام لم يقصد، فإن اختياره «د». ليحل محل يوسي كوهن في منصب رئيس «الموساد» هو نوع من الحسم بين نهجين في الجهاز وفي صراع المكانة المتواصل بين اقسامه. يتبنى أحد المناهج العمل الهادئ، المتواصل، في الظلال، وأساسه الحصول على المعلومات واعداد البنية التحتية لحالات الطوارئ القاسية التي تضطر فيها الدولة الى اعمال تلحق ضررا ذا مغزى بالخصم. نهج ثانٍ يتبنى اكبر قدر ممكن من الاعمال التي تترك آثارها وتنتهي بضرر ذي مغزى للخصم، حتى في اوقات ليست حالة طوارئ. هذا النهج، «السكين بين الأسنان» كما صاغه ارئيل شارون عندما اودع «الموساد» في يد مائير داغان، ميز أيامه وميز جدا ايضا يوسي كوهن. كلاهما تحدث عن «سلسلة عمليات تكتيكية تولد نتيجة استراتيجية».
تكفي مراجعة سلسلة العمليات التي نفذها «الموساد» في السنوات الاخيرة، أو نسبت له في وسائل الاعلام الدولية كي نفهم ما هي طبيعة هذا النهج. مثال ممتاز يمكن الحديث فيه، لأن اسرائيل أخذت المسؤولية عنه، هو سرقة وكلاء «الموساد» الارشيف النووي، حيث كشف نتنياهو العملية ونشر نسخا عن الوثائق للقوى العظمى والامم المتحدة، ما ألحق بإيران ضررا معنويا، اقتصادياً وسياسياً كبيراً جداً.
ما كان لهذا الضرر أن يقع بشكل آخر، وبعضه ينبع من قرار كشف العملية. سيقول مؤيدو النهج المحافظ، ان وجود العملية كشف بل عرض للخطر قدرات «الموساد»، التي كان ينبغي أن تبقى لأوقات الطوارئ، وان الكشف هو مثل الاصبع في عين الايرانيين، لم نعلن فقط بل تبجحنا بذلك.
ينتمي «د». الى مدرسة داغان وكوهن مع السكين بين الاسنان، حيث يسعى الى الاشتباك ويبحث عن ترك البصمة.
تعيينه هو ايضا انتصار داخلي: للمرة الثانية في تاريخ «الموساد» يعين شخص قضى معظم حياته المهنية في قسم «تسومت»، قسم التجنيد والتفعيل للعملاء. عندما تجند «د». لـ»الموساد» غيرت خطة التأهيل ومهماته النهائية والترجمة العملية تحددت بالتنفيذ الفعلي في الميدان. وقد حصل على الشهادة العملياتية في أعمال كان قائدها دافيد ميدان. ومع شهادة التأهيل اجتذب يوسي كوهن، الذي كان في حينه في منصب آخر واخذ «د». اليه وكلفه في المنصب العملياتي الاول له في «الموساد».
القرب بين الرجلين، منذ أن دربه كوهن لاحقا، يقبع في اساس تعيين «د». في المنصب. أول من أمس، بعد أن علم بامر التعيين تحدثت مع سلسلة من رجال «الموساد». وكانت النتيجة 100 في المئة مقابل صفر. لقد نجح نتنياهو في هذه المرة في أن يعين شخصا لا يختلف احد في ملاءمته لمنصب رئيس «الموساد»، ويحظى باجماع الثناء من الحائط الى الحائط. كما ان توليه منصب نائب رئيس قسم «كيشت»، الذي يعنى بالتعقبات، الاقتحامات، والعمليات في بلدان القواعد، والبلدان التي توجد لاسرائيل معها علاقات دبلوماسية، أتاح له الاحتكاك بعمليات من نوع آخر مهم جدا لـ»الموساد».
توليه منصب نائب كوهن بعد النائب السابق «أ». الذي انهى مهام منصبه قبل سنتين ولم يحظَ بالمنصب، أجازه في دورة مكثفة جدا فيما يتضمنه المنصب. يقف «د». امام عدة تحديات اساسية، اولها مواصلة الحرب ضد العدو المركزي وفروعه – ايران. و»الموساد» في ايام بايدن سيحصل على يد حرة اقل بكثير مما في ظل الادارة الاميركية الحالية.
والثاني هو الحفاظ على منظومة علاقات «الموساد» في الشرق الاوسط، والتي قبعت في اساس القدرة على التوقيع على سلسلة اتفاقات السلام. التوقيع هو أمر واحد، اما الحفاظ على العلاقات وتطويرها فشيء آخر. فهذه العلاقات هشة ويمكن أن توجد في خطر عميق لنقل بسبب انفجار عنيف مع الفلسطينيين.
تحدٍ ثالث هو مواصلة بناء القوة وايجاد حل للاقسام التي كانت في الماضي في مقدمة فعل «الموساد» ولاسباب مختلفة تضررت قوتها، ولا سيما قسم «قيساريا» للعمليات الخاصة. التحدي الرابع هو الدخول في حذاء كوهن الكبير، الذي لا تزال امامه نحو نصف سنة في المنصب وبالتأكيد يسره أيضا هذا التعيين الذي هو توصيته وكذا ليتأكد من أن الرئيس التالي سيكون رئيسا من داخل «الموساد» وليس جنرالا ينزل بالمظلة من الخارج وكذا الا «يعلق» في الجهاز، بعد أن سبق أن مددت ولايته نصف سنة. وبالصدفة تكون هذه حكومة انتقالية.
 
عن «يديعوت»