لماذا فرح يهود السفرديم بالعودة إلى العواصم العربية بشكل لا يوصف ؟

حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 بعد سبعين سنة على قيام الحركة الصهيونية بتهجير اليهود العرب (سفرديم ) عنوة إلى فلسطين. لا تزال الغصة في قلوب الخواجات الذين تركوا أفضل حياة في البلاد العربية وجاءوا إلى كيان مسخ جردهم من كل شيء وجعلهم يهيمون على وجوههم .

في العام 1950 وصل يهود العراق إلى مطار اللد ، وكان من بينهم يوسف وهو مدير بنك. ومثل كل أهل العراق كان يلبس أفخم الملابس وأولاده مثله يلبسون أجمل ما عرفته الموضة حينها ويشع محياهم من شدة النظافة .

ولكن صدمة يوسف كانت كبيرة حين اجبروه بالقوة على دخول خيمة الحجر الصحي لحلق شعر رأسه هو وجميع أفراد عائلته خشية من الجرب والأمراض الجلدية المعدية .

لم يستسلم يوسف بسهولة وأخبرهم أنه كان مدير بنك في العراق وأن الدعاية الصهيونية قالت حرفيا ( كل يهودي يترك بيته ويأتي للاستيطان في فلسطين ، سيحصل على نفس الوظيفة ونفس البيت ونفس القيمة الاجتماعية ) . لكن شكواه لم تصل لمسامع الحركة الصهيونية وتم تعقيمهم وحلق شعر رؤوسهم ومن ثم وضعهم في حافلة ونقلهم إلى مستودعات من الصفيح في منطقة تل بيوت قرب بيت لحم ليعيشوا هناك لسنوات في أسوأ ظروف .ليصبحوا بعدها اليهود الشرقيين الذين داست عليهم الصهيونية ليتحوّلوا من خواجات وأسياد في العواصم العربية الى فقراء ومتسوّلين في عصر الصهيونية .

وحين شاهدت أرشيف اليهود الشرقيين . وكيف تم التعامل معهم مثل كلاب الطريق . بينما اليهود الغربيين القادمين من فرنسا وألمانيا وبولندا والنمسا وهم المصابين بالجرب وأمراض السل حصلوا على أفخم المنازل الفلسطينية على شاطئ البحر في يافا وحيفا !!

اليهود العرب ( عددهم مليون يهودي ) الذين قامت الحركة الصهيونية بإجبارهم على الهجرة لفلسطين كانوا أضحوكة العصر ولا يزالون . باعوا حياتهم وتاريخهم وأموالهم وقصورهم ومحلات الذهب والمجوهرات والمواقع العليا التي كانوا يشغلونها في بغداد والقاهرة وبيروت ودمشق وباقي العواصم . مقابل وهم الصهيونية .

حين تراهم اليوم يعودون عبر بوابة التطبيع إلى العواصم العربية ، والفرحة تغمر قلوبهم .. سوف تعلم أن هذه ليست النافذة الوحيدة التي يمكن اعتمادها .

فاليهود الغربيين ( اشكنازيم ) حين يسافرون الى أوروبا تغمرهم الفرحة وكأنهم في دواخل أنفسهم يعلمون أن أوروبا هي وطنهم الحقيقي . وأنهم ينتمون إلى تلك البلاد .

وأن فلسطين أرض محتلة تورّطوا فيها بسبب أكاذيب الحركة الصهيونية الاستعمارية العنصرية .