أكّد كاتب "إسرائيلي"، اليوم الأحد، على أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه طريقان في الانتخابات الرابعة التي اصطحب فيها "إسرائيل" بغضون عامين.
وقال الكاتب يورام يوفال، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "إنّه لا يتنبأ للمستقبل، لكن يوجد احتمالية بأنّ يحدث أمران مهمان، أولهما أنّ ينتهي حكم نتنياهو في الانتخابات المقبلة، وثانيهما أنّ الطريق سيكون صعباً ومكلفاً".
وبيّن أنّه يوجد من يهرب مِن سفينة نتنياهو الحاكمة، خاصةً في المرحلة الأخيرة، قبل أنّ تغرق، وهذا يشير إلى أنّ مسيرته ربما تشهد نهاية البداية، مُضيفاً: "خطوة جدعون ساعر الانشقاقية الجريئة، وما تبعها من خطوة أقل جرأة من زئيف ألكين، تظهران مصيرية الرحلة الطويلة لنهاية عهد نتنياهو".
وتابع: "المخاطر القادمة أكبر من أيّ وقت مضى، نتنياهو يُقاتل ليس فقط من أجل حكمه، ولكن أيضا من أجل حريته، وفي هذه الحرب كل الوسائل متاحة وحلال، بما فيها فرض إغلاق جديد لمواجهة كورونا، لكن يبدو أنّه غير ضروري، بل ضار جدا، لأنّ الآثار الاقتصادية المترتبة على ذلك جزء من الثمن الباهظ الذي تدفعه إسرائيل الآن في معركة نتنياهو، وستستمر هذه المعركة بقوة عالية حتى لحظة إغلاق صناديق الاقتراع".
وأوضح أنّ "الإسرائيليين" يشبهون المريض الذي خضع لعملية قلع ضرس العقل منذ بضع دقائق، لكن حقنة المخدر لا تزال تعمل، لذلك لم يصل الألم بعد، مُستكملاً: "الدليل على ذلك أنّ الاقتصاد الإسرائيلي انهار بسبب الإدارة التوراتية والشعبوية الفاشلة لأزمة كورونا، لكنها تمنعنا من الشعور بالألم الذي ينتظرنا بكامل قوته بعد الانتخابات، حتى يحين موعد محاكمته في شهري يناير وفبراير، وهذه ليست سوى البداية".
وأردف: "الإسرائيليين مطالبون بأنّ يشدوا أحزمة المقاعد، لأنّ العرض على وشك أنّ يبدأ، وستقفز الأرانب من قبعة الساحر، وتجري حول المنصة، حتى يبدأ عد أصوات الناخبين، ورغم سلسلة الأخطاء الفادحة والمحيرة التي ارتكبها نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، فلا يزال أكثر السياسيين ذكاءً وحنكة في الساحة الإسرائيلية، وكل شيء ممكن، رغم بداية حفلة "هروب الفئران" من الأقفاص، وآخرهم زئيف ألكين، الذي تبع جدعون ساعر".
وشدّد على أنّ ألكين سياسي بقي حتى الأيام الأخيرة صوتا في جوقة شعراء البلاط في مقر نتنياهو، وعلى عكس ساعر، الذي تحدى نتنياهو من داخل الليكود منذ سنوات، ولم يتردد في الوقوف بوجهه، ودفع الثمن، لكن ألكين ربط مصيره بمصير رئيسه، لكنه فجأة قفز وخرج من البيت.
وفي ختام حديثه، لفت يوفال إلى أنّ "الإسرائيليين" يعيشون الآن عشية المرحلة الأخيرة لحكم نتنياهو، وقبل أنّ تنطلق مباشرة، أمام أعيننا فسرعان ما تتخلى الفئران عن سفينة نتنياهو الغارقة، التي على وشك أنّ تغرق".