حيلة نتنياهو للفوز في الانتخابات

حجم الخط

بقلم: نحاميا شترسلر

 

 


لقد كنت ذبابة على الحائط عندما اتصل نتنياهو مع مدير عام شركة «فايزر». بيبي: «مرحباً، يا البرت هايكر، نحن بحاجة إلى أربعة ملايين طعم».
المدير العام: «أنظر، السعر العادي هو 19 دولاراً لكل طعم، لكن هذا لكم سيكون 29 دولاراً لأنكم لم تطلبوا التطعيمات مسبقاً. قم بإرسال شيك نقدي لي. لا يوجد لدي وقت للتحدث فكل العالم يتصل معي».
بيبي: «شكراً، شكراً، أنا أقترح أن ندفع 39 دولاراً. المال ليس مشكلة. فهو ليس مالي. وعلى أي حال ليست لدينا ميزانية أو أي قيود للإنفاق. الأمر الوحيد المهم بالنسبة لي هو الخروج بسرعة إلى وسائل الإعلام».
المدير العام: «لقد أردت أن تعرف بأنه لم يحدث معي حتى الآن أن هناك زبوناً عرض علي سعراً أعلى مما طلبت، لكن هذا غير مهم. لقد اتفقنا على 39 دولاراً للطعم نقداً».
عندها، في اللحظة التي انتهت فيها المكالمة قفز بيبي إلى الاستوديو القريب منه وهناك تحدث كيف أنه عمل بصورة صعبة ووصل الليل بالنهار وبصق الدم إلى أن توصل في الثانية الأخيرة إلى حل مدهش وهو ضعف السعر لنفس البضاعة، ضعف ما دفعته أوروبا.
نسي نتنياهو في خطاباته التي لا تحتاج إلى شرح عن التطعيمات، أن يذكر أيضاً عشرات الملايين التي بذرها على المعهد البيولوجي في نيس تسيونا.
لقد زار الموقع والتقط الصور وقال إن النتائج إيجابية، وإن فاعلية اللقاح عالية. وهكذا بالتدريج سيكون لدينا لقاح إسرائيلي. الساذجون صدقوا، هذه هي قوة هذا المحتال - اللدود، الذي لا يتذكر الآن أبداً أين تقع نيس تسيونا.
لذلك، من المضحك الثناء على «العملية» البطولية من أجل الحصول على اللقاح من وراء خطوط العدو تحت النيران.
والمضحك أكثر هو الاستخذاء لبيبي والتملق له ورقص رقصة «كم كنت جميلاً!» وامتداح «المسؤول عن العملية» («هل يمكن قول كلمة طيبة»، جدعون ليفي، 27/12).
ما هي هذه العملية. التطعيم هو اللبنة الأولى في استراتيجية نتنياهو من أجل الفوز في الانتخابات القادمة.
وهذه الخطة توجد لها أربعة بنود. البند الأول هو إغلاق طويل، يفضل حتى 4 شباط، وهو موعد تقديم القوائم للكنيست.
في هذه الفترة، التي هي أكثر من شهر بقليل، بيبي سيسيطر على وسائل الإعلام، سيظهر بتواتر عالٍ وسيتحدث عن موضوع الإغلاق والإصابة بالمرض والتطعيم، وسيدس دعاية انتخابية في كل مرة.
الحديث يدور عن إغلاق سياسي يخفض مستوى الإصابة بالمرض وينزل ضربة اقتصادية شديدة على رجال الأعمال المستقلين وأصحاب المصالح التجارية والعاطلين عن العمل، الذين سيهوون إلى الحضيض – إلى هاوية سحيقة وسوداء من الخسائر والديون. الإغلاق سيسمح أيضا بتأجيل المحاكمة.
البند الثاني: التطعيم. الجهد الأساسي سيكون تطعيماً سريعاً، خلال شهر، لجميع المواطنين فوق سن الستين والمرضى بأمراض مزمنة. وعندما سيحدث ذلك سيكون انخفاض كبير في الإصابة الخطيرة، حيث إن 95 في المئة من الوفيات هم فوق سن الستين سنة.
البند الثالث: الإعلان عن الانتصار. في بداية شهر شباط سيأتي إعلان الانتصار الكبير لبيبي على «كورونا»، وسيخبرنا كيف أنقذنا من الوباء مثلما أنقذنا من إيران، وسينسى أن الوباء استمر في ضربنا مدة عشرة أشهر لأنه كان مذعوراً ولم يكن قادراً على الصمود أمام الضغوط.
وهو أيضاً لن يخبرنا كيف خضع للأصوليين ولم ينفذ خطة «الإشارة الضوئية» ولم يعالج قضية مطار بن غوريون والبلدات العربية. فقد كان له هدف واحد فقط وهو إلغاء محاكمته.
البند الرابع: خطة اقتصادية جديدة. قبل منتصف شهر شباط سيعلن بيبي عن «خطة اقتصادية جديدة»، هدفها إخراج القطاع الخاص من هوة عميقة إلى نور كبير.
سيرافق هذه الخطة فتح كامل للتجارة والفنادق والمطاعم والثقافة. تنفيس البخار سيكون كبيراً والامتنان سيصل إلى عنان السماء وسيتم غناء أغاني تمجيد له.
ستكون الخطة التي سيعرضها توزيعاً كبيراً للأموال: للمستقلين والمصالح التجارية والعاطلين عن العمل ورفع الأجور في القطاع العام وزيادة المنح للسلطات المحلية ورجال الصناعة والتجار وأصحاب الفنادق والمتدينين والمستوطنين. هذه ستكون رشوة انتخابات بأعلى مبلغ شاهدناه هنا في أي يوم من الأيام.
عندها، في 23 آذار سنذهب إلى صناديق الاقتراع ونحن مسحورون بالمحتال اللدود من أجل أن نشكر من أنقذنا من الموت المحتم. جدعون ليفي سيركض على رأس هذا المعسكر.

عن «هآرتس»