أثار اكتشاف بقايا حمامات رومانية قديمة أثناء بناء شبكة رئيسية لتصريف المياه في وسط العاصمة الأردنية عمّان، جدلا حول السبل الممكنة للحفاظ على إرث الماضي مع المضي قدما في تحديث البنية التحتية.
ومن المتوقع أن تتخذ لجنة حكومية تم تشكيلها قبل أسبوعين، قرارا وشيكا بشأن التوسع في أعمال التنقيب في الموقع، أو المضي قدما في شق قناة تحت الأرض لتفادي مياه السيول التي تجتاح عمان من الجبال المحيطة.
وتعد بقايا أقبية الحرق والتسخين مؤشرا على وجود نظام متطور للتدفئة، فيما يعتقد علماء الآثار أنه أول اكتشاف من نوعه بين أطلال مدينة فيلادلفيا القديمة التي بنيت عمان على أطلالها.
وقال مدير دائرة الآثار العامة، يزيد عليان، إن السلطات ستوازن بين احتياجات حماية المدينة من الفيضانات من جهة، والحفاظ على الآثار تحت الشوارع من جهة أخرى، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وأوضح أن عمان من المدن الرومانية الكبرى، ولذلك فإن حمامها سيكون من أكبر الحمامات الرومانية. وأضاف: "لكن للأسف اكتشفنا الطابق السفلي وهو طابق الحرق والتسخين، واضطرت دائرة الآثار العامة لتوقيف عمل العبّارة الصندوقية (قناة تصريف المياه) حتى نكتشف ونقيم الآثار الموجودة".
ومضى قائلا إنه من الممكن العثور على آثار في أي مكان يتم التنقيب فيه. وجرى تعليق العمل في شبكة تصريف المياه خلال عملية اتخاذ القرار.
من جانبه، قال المتحدث باسم أمانة عمان الكبرى، ناصر الرحامنة: "كل الجوانب تؤدي إلى بعضها في خدمة المدينة وفي خدمة المواطنين"، مؤكدا تأييد أي قرار يُتخذ في هذا الصدد، سواء كان في الجانب التراثي أو في الجانب العملي والهندسي.
وعمان مدينة قديمة تضم معالم كثيرة من الحضارة الرومانية، مثل المدرج الذي يسع 6 آلاف متفرج، ونافورة "نيمفيوم"، ومعبد هرقل الواقع على أحد أعلى تلال عمان.
وتبرز مشاكل في البنية التحتية، بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة، والمبنية فوق حضارات تمتد بين العمونيين والموآبيين والرومان واليونانيين والعصر الإسلامي.
من جانبهن، عبر مسؤولو البلدية بالفعل عن قلقهم من احتمال أن يؤدي تأخير مشروع تصريف المياه إلى ارتفاع منسوب المياه في وسط عمان، وإغراقها بالمياه مرة أخرى خلال الشتاء.