الانتظار الكبير

حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 نطوي سنة أخرى ونحن ننتظر ، ويمكن القول أنه الانتظار الأطول في تاريخ الثورة الفلسطينية. لدرجة أن المشروع الوطني الفلسطيني المعاصر يخضع الآن لعملية تقييم شاملة في ظل بقاء سفينة الدولة الفلسطينية وسط بحر متلاطم الأمواج .

مشروع إقامة الدولة بدأ في العام 1993. وقد تنصل الاحتلال من الأمر عام 2002 وأعاد احتلال الضفة الغربية. ثم صعد نتانياهو إلى الحكم عام 2008 وهو يحمل شعارا واضحا ( لا داعي للتفاوض ولا داعي للتقدم بالعملية السياسية ) واعتمد على سياسة الأمر الواقع. ومضى في مشروعه الاستيطاني تاركا الفلسطينيين ينقسمون ويشتمون بعضهم البعض ،و لأكثر من 13 عاما يشتم الفلسطينيون بعضهم أكثر مما يشتمون الاحتلال .

- التنظيمات تنتظر الرئيس والرئيس ينتظر أن تتغير موازين القوى الدولية . ولكنها كل مرة تتغير نحو الأسوأ .

- الحكومات تنتظر أن تتغير الأحوال وأن تعود الجهات الدولية لاحتضانها ودعمها. ولكن الحكومات كل مرة تزداد إفلاسا من الناحية المالية والسياسية.

- الأمن ينتظر استعادة السيادة. ولكن الاحتلال صار يدخل كل بيت وكل حي وكل مؤسسة وكل وزارة وكل شارع وكل هاتف محمول وكل شبكة انترنت .

- المعارضة تنتظر أن تسقط الثمار في يدها. لكن جرافات الاحتلال اقتلعت الشجرة كلها ولم يبق في الحكم لا ثمر ولا أغصان .

- القوميون ينتظرون صحوة الأمة، ولكن الأمة طبّعت وركعت للصهيونية.

- الإسلاميون ينتظرون عودة الإخوان المسلمين للحكم. ولكن الأمور انقلبت 180 درجة عما كانوا يخططون .

- الليبراليون ينتظرون العامل الغربي الحر أن ينهض بهم . لكن ترامب عصف بكل ليبراليين العالم وحفر قبرا كبيرا للديمقراطية ولأفكارهم .

- المثقفون يقرؤون مقالاتهم ويعجبون فيها أيما إعجاب. يدعون الناس للتحرك بينما هم ينتظرون اللاشيء .

- الناس ينتظرون الأطباء، والأطباء ينتظرون العلماء، والعلماء ينتظرون المرضى، والمرضى ينتظرون رجال الدين، ورجال الدين ينتظرون الأطباء .

عام 202 كان عام المقالات بامتياز، فالجميع يقول ويكتب ويدعو ويشجب ويستنكر ويحثّ ويبثّ ويرفض ويقبل .

هل يكون عام 2021 عام الانتظار أيضا !!

أم أن أحدا ربما , لديه ما يفعله ليخرج الشعب الفلسطيني من حالة الانتظار الكئيب .