نتنياهو الفاسد المتسول...!

حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 متابعة للمشهد الإسرائيلي بمختلف مكوناته، نجد أن رئيس الوزراء نتنياهو يحتل مكانة بارزة في زاوياه، كانت حزبية، سياسية أو جنائية حيث تحتل صورته المكان الأبرز في البعد الجنائي، بعد أن قامت النيابة العامة في إسرائيل بتعديل قائمة الاتهامات الخاصة به وعائلته.

 وبات ملف فساده واستغلال نفوذه لحسابات خاصة – شخصية، علامة بارزة في الإعلام العبري، من يقف معه مدافعا، يقل عددهم يوما بعد الآخر، ومن يرونه "لص كبير" بمنصب رئيس حكومة، يجب أن يرسل الى السجن فورا، وعددهم يتكاثر بسرعة كبيرة، جمهورا وسياسيين، من اليمين المتطرف واليمين و"اليسار" بأشكاله المختلفة، اتفاق عام أن الموقع الطبيعي لنتنياهو يجب أن يكون زنزانة معتقل على كمية "جرائم" فاقت كل من سبقه في المنصب الحكومي الأول.

فساد نتنياهو، بلا حدود، وبات يدرك جيدا، أن نهايته السياسية هي الطريق المستقيم لبداية حياته الجنائية، معتقلا بكم من التهم والملفات قد تبقيه طويلا وراء القضبان، ليدفع الثمن المطلوب لفاسد من طراز فريد.

نتنياهو، لن يرفع الراية البيضاء بتلك السهولة التي يتم بها كشف فساده العميق، فأخذ يبحث عن "طاقة نجاة" من مصير ظلامي ينتظره، فذهب الى الوسط الفلسطيني العربي، واكتشف أن "جابتونسكي" المثل الأعلى لليمين العنصري، طالب بمنح "الفلسطينيين" حقوقا في إسرائيل، وسيعمل على المضي بخطاه، وفي حال فوزه سيعين وزير "عربي" في حكومته لو قدر له النجاح.

ذهاب نتنياهو الى الفلسطينيين في إسرائيل، كشف للمخزون الانتهازي الذي يملكه هذا العنصري الأصيل، والذي أعلن بكل صراحة، انهم لا يملكون أي حقوق قومية، وما لهم ليس سوى "حقوق إنسانية".

ولأن الغطرسة الشخصية السياسية هي ما يحرك العنصري الأبرز نتنياهو، يعتقد أن تلك "المكذبة الجديدة" يمكنها أن تخدع الفلسطينيين في إسرائيل، وكأن تعيين وزير منهم يمثل "انقلابا ثوريا"، متجاهلا أن ذلك منصب سبق لعدد من فلسطيني الداخل شغله، بل أن أحد دروز الليكود، وهو يميني أكثر من نتنياهو شعل منصب وزراي، ولكنه لا يرى في دروز فلسطين أنهم جزء من الشعب الفلسطيني، في عنصرية خاصة.

يرفض غالبية فلسطيني 48 "مكذبة زيارات نتنياهو" للمناطق العربية، بدأت بأم الفحم، ويرونها حركة مبتذلة من جوانبها كافة، ولن تخدع من عانى كثيرا من عنصرية الليكود حكما وحكومات وممارسات، فاقت كثيرا حكومات أخرى، رغم وجود بعض تيار إسلاموي يعمل على تنسيق ذلك النشاط، انتظارا لـ "جائزة نتنياهو" بأن يكون من بينهم وزيرا، كسابقة سياسية في دولة الكيان.

ولكن، لـ "مكذبة نتنياهو" الجديدة، وجه آخر، انه يقر للمرة الأولى في حياته السياسية – الحزبية بقيمة الصوت الفلسطيني، والقدرة التأثيرية على مسار الخريطة السياسية في إسرائيل، ليس من خلال "القائمة المشتركة"، ولجنة المتابعة العليا بصفتهم التمثيلية لفلسطيني 48، بل عموم الحضور الفلسطيني في إسرائيل، وتلك ميزة يجب الاستفادة منها، كيف أن "العنصري الكبير" وريث جابوتنسكي مؤسس "حركة بيتار" الإرهابية، بدأ يتوسل الى أهل الأرض الأصليين، عبر مسلسل اغراءات علهم يقدمون لهم "حبل النجاة"...!

توسل سياسي بات عنوانا لمشهد عام في إسرائيل، فعل سيترك أثره على المستقبل القادم، والرسالة الواضحة أن أصل الرواية لن تنتهي بسن قوانين عنصرية، ومنها ما يسمى "قانون القومية"، وأن القوة التصويتية الفلسطينية تقترب من أن تكون حاسمة في رسم المشهد المستقبلي.

في عام 1993، حسم نواب فلسطينيين عرب تصويت لصالح اتفاق أوسلو مع رابين ضد تكتل يميني ويميني متطرف رافض لتلك الاتفاقات، التي اعتبروها "كارثة" وخيانة للفكر الصهيوني، وهو ذات موقف بعض الإسلامويين في فلسطين والدول العربية.

نتنياهو من فاسد الى متوسل يكتب نهايته بأحرف من فحم أسود...وتلك ما يستحقها، وما ينتظرها شعب فلسطين!

ملاحظة: حاول حسن نصرالله أن يعدل السقطة الكبرى لمسؤول إيراني حول لبنان وغزة مدعيا أنها محرفة...الصحيح كان كلام نصر الله هو المحرف... غضب عون والكاظمي أربكهم فلجأوا لكذبة التحريف...!

تنويه خاص: لو صح خبر عدم دعوة لاعبي قطاع غزة الى تحضيرات المنتخب الأوليمبي دون سبب واضح، نكون أمام حالة انفصالية جديدة...سارعوا في تداركها قبل أن تصبح "شبهة وطنية" لفاعلها !